رئيس التحرير
عصام كامل

مجلس الأمن الدولي يدعو إلى حوار وطني في العراق

فيتو

استنكر مجلس الأمن الدولي مساء أمس الخميس كل الأعمال الإرهابية التي يشهدها العراق.

وكان مسلحون إسلاميون متطرفون استولوا على مساحات شاسعة من شمال غرب هذا البلد ويواصلون زحفهم باتجاه بغداد، ودعا مجلس الأمن كل الفرقاء العراقيين للبدء بحوار وطني عاجل.


وعلى مدى ساعتين عقد أعضاء المجلس الخمسة عشر مشاورات مغلقة في مقر المجلس في نيويورك، استمعوا خلالها إلى عرض بشأن الوضع في هذا البلد من مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق نيكولاي مالدينوف الذي تحدث إليهم عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة.

وفي ختام الاجتماع عبر المجلس بإجماع أعضائه عن دعمه الكامل للحكومة والشعب العراقيين في تصديهما لمقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الذين وبعد أن سيطروا على مساحات واسعة من شمال غرب العراق في مطلع الأسبوع واصلوا زحفهم مساء الخميس باتجاه العاصمة في هجوم لا ينفك الجيش العراقي يتقهقر أمامه.

وفي سياق متصل قال دبلوماسيون: "إن مسئولا كبيرا في الأمم المتحدة بالعراق أبلغ مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية اليوم الخميس بأنه لا يوجد خطر مباشر لامتداد العنف إلى بغداد لكن هجوم المتشددين الإسلاميين في الشمال يشكل تهديدا كبيرا للسيادة في البلاد".

وأطلع رئيس بعثة الأمم المتحدة السياسية في العراق نيكولاي مالدينوف مجلس الأمن من خلال دائرة تليفزيونية مغلقة على التقدم المفاجئ في شمال العراق هذا الأسبوع لمقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام المنشقة على تنظيم القاعدة.

ومن جهته أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الوضع في بلاده ليس خارج السيطرة، وأنه قابل لإعادته للأفضل، إلا أنه أفاد بأن التحسن مرهون باتخاذ إجراءات عملية وفعالة على الأرض ومراجعة تركيبة وحدات القوات المسلحة.

ووصف زيباري في اتصال هاتفي أجرته معه "الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة اليوم الجمعة ما حدث من انهيار للقوات العراقية في الموصل بأنه خطر كبير سبق للعراق وأن حذر منه بسبب تداعيات الأوضاع في سورية.

وحذر أن هذا يعد مؤشرا خطيرا لمصداقية العراق مع دول العالم الخارجي والدول التي تسلح الجيش العراقي، وأضاف أيضا: أن مَن وراء هذه الأحداث هم متسللون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" والطريقة النقشبندية والعسكريين القدامى وبعض الفصائل الإسلامية المتشددة.

وحول سؤال عن طلب العراق من واشنطن القيام بعمليات عسكرية أو المساعدة في استقرار الوضع، قال زيباري: " التعاون الأمني الأمريكي موجود بالفعل، وخاصة في تقديم الذخيرة والسلاح ومكافحة الإرهاب والتدريب " دعا إياد علاوي رئيس القائمة الوطنية في البرلمان العراقي مساء الخميس إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني في العراق على أساس الشراكة الوطنية تأخذ على عاتقها إدارة البلاد لحين تشكيل الحكومة المقبلة وفق الآليات الدستورية.

وقال علاوي في بيان صحفي: "بالنظر للفراغ الدستوري الذي سيحدث غدا السبت فعلى القوى الوطنية الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تبنى على أساس الشراكة الوطنية والمصالحة الحقيقية الشاملة لإنقاذ العراق تأخذ على عاتقها إدارة البلاد لحين تشكيل الحكومة المقبلة وفق الآليات الدستورية".
الجريدة الرسمية