رئيس التحرير
عصام كامل

بلطجية الإعلام!


يبدو أن بعض رجال الأعمال من أصحاب القنوات الفضائية، قرروا العودة لممارسة عادتهم القديمة عندما كانوا يستخدمون البلطجية في المعارك الانتخابية التي يخوضونها لعضوية مجلس الشعب والشوري. كان استخدام هؤلاء البلطجية من قبل هؤلاء لتخويف أنصار منافسيهم وإجبارهم على العودة إلى منازلهم بدلا من التوجه إلى لجان الانتخابات.

أما البلطجية الذين استخدموهم هذه المرة، فلا يحملون السنج أو السيوف ولا حتى العصي، إنما يتولون اغتيال سمعة المرشح لمنصب الرئاسة الذين يسعون لإسقاطه، عبر البرامج التليفزيونية.. وبالرغم من انتماء هؤلاء البلطجية الجدد إلى قبيلة الإعلام.. إلا أنهم لم يكن لهم أي علاقة بالمجال التليفزيوني.. ولكنهم هبطوا فجأة على القنوات الفضائية لتوصيل رسائل معينة للقادم الجديد إلى القصر الجمهوري.. تقول إن ملاك تلك القنوات على أتم الاستعداد لتقديم خدماتهم.. كما قدموها لرؤساء سابقين.. دون أن يجدوا حرجا في الانقلاب عليهم بمجرد رحيلهم عن منصب الرئاسة.

يشارك بلطجية الإعلام أصحاب القنوات الخاصة الذين استدعوهم لأداء مهام غير نظيفة، في أن تاريخهم حافل أيضا بحرق البخور لكل قادم إلى قصر الرئاسة، حتى كان رئيس سابق يتصل تليفونيا بأحدهم عندما يصاب بـ «الإنفلونزا».. والمثير أن هذا الإعلامي بالذات كان أول من طعن في ذمة الرئيس الذي استمر في خدمته أكثر من ثلاثين عاما.

والأغرب أن كل الذين طالبوا الرئيس السيسي بالحذر من المنافقين.. كانوا يشيرون إلى جماعة تعد على أصابع اليدين.. وكان أحدهم هذا الإعلامي.. رجل كل العصور.. الذي لم يتورع عن الادعاء من أنه قريب من الرئيس القادم.. وأنه وحده المطلع على كل الأسرار. والمفاجأة.. أنه كان يشارك في هوجة الهجوم على المنافقين.. وكأنه لا ينتمي إلى قبيلتهم!

إعلامي آخر اعتبر اغتيال سمعة المرشح المنافس هي مهمته الوحيدة التي يحصل في مقابلها على راتبه الضخم من رجل الأعمال مالك القناة التليفزيونية.. لم يتورع عن اتهام هذا المرشح بأبشع التهم التي تعرضه للمحاسبة القانونية لو لم يترفع الرجل عن الرد على أمثاله.. وحتى لا يمنحه فرصة العمر لإثبات الولاء للقادم الجديد إلى القصر الجمهوري وهو ما يسعى إليه بكل الطرق المشروعة.. وغير المشروعة.

لم يتورع هذا الإعلامي عن اتهام منافس المرشح الذي يؤيده بأنه يتلقى تمويلا أجنبيا ويتآمر لإسقاط الدولة بالتعاون مع جماعة الإخوان، وقاده خياله المريض إلى حد لومه على الإقدام للمرشح أمام الزعيم الذي اختاره الشعب المصري، متجاهلا أن من حق أي مواطن مصري أن يتقدم للترشح لأي منصب طالما أن ترشحه يتوافق مع نصوص القانون.. وأن اقتصار المعركة الانتخابية على مرشح واحد يعني أن ما جرى في مصر استفتاء لانتخابات ديمقراطية.. وأن المرشح المنافس لم يتجاوز الحدود في تعامله مع منافسه.. بل احترام دوره الوطني الذي أنقذ مصر من براثن جماعة تكفيرية ظلامية.

ويكفي التقدير الذي حصل عليه حمدين صباحي من الرئيس الفائز عبد الفتاح السيسي الذي دعاه للمشاركة في العمل الوطني، ردا على جماعة البلطجية الجدد.. بلطجية الإعلام....
الجريدة الرسمية