رئيس التحرير
عصام كامل

ورد الرئيس.. وغياب مؤسسات الدولة


كل من تابع الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لضحية التحرش يدرك أننا أمام شخص مسئول يدرك ضخامة الكارثة التي وقعت لمواطنة مصرية تم هتك عرضها على مرأى ومسمع الجميع، وأنه لم يكتف كما كان يحدث قبل ذلك بعلاج الضحية على نفقة الدولة دون أن يتم تقديم أي اعتذار لها وكأن هتك العرض إحدى العادات اليومية في الشوارع ويجب ألا تشغل الحكومة نفسها فلديها ما هو أهم من شرف المصريات، هذه الواقعة كشفت عن أشياء سلبية كثيرة منها أن مؤسسات الدولة على رأسها وزارة الصحة، تتحمل ما جرى لضحية التحرش حيث إنها ذهبت لأكثر من مستشفى حكومى لتلقى العلاج وتم رفض استقبالها وعندما أدرك وزير الصحة الخطأ الذي وقعت فيه المستشفيات التابعة له قام بزيارتها وارتكب خطأ أكبر من أطبائه وهو الإعلان عن اسم السيدة ونشر صورتها وكأنه يقوم بتكريمها وليس بتجريسها على الملأ.

أيضا هذه الواقعة كشفت عن غياب تام لمؤسسات الدولة في التعامل مع ملف التحرش حيث إن الجميع يحذر منذ فترة من أن هذه الظاهرة القبيحة التي تحكمت من المصريين ووصلت بهم للمرتبة الثالثة على مستوى العالم في التحرش ولم تكلف وزارة الأوقاف نفسها في مواجهة هذه الظاهرة من على المنابر وانشغل الوزير بتغيير ديكور مكتبه وتأسيس مكتب جديد له تكلف مئات الآلاف داخل هيئة الأوقاف، فالانشغال بالتابلوهات الجديدة على جدار مكتبة واختيار باركيه الأرضية أهم من التصدي لظاهرة تهديد كيان المجتمع المصري بأكمله، وأيضا وزير التربية والتعليم لا نستطيع أن نعفيه من المسئولية وأنه أحد المسئولين عما تستقبله عقول الشباب وأن تغيير المناهج لم يعد رفاهية بل أصبح ضرورة ملحة.

وإذا كان رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب يضع على رأس أولوياته الوضع الاقتصادى فالوضع الأخلاقى لا يقل أهمية حيث إن هذا من الممكن أن يقضى على أي مجهود في هذا الملف، فسمعة مصر في التحرش أحد الأسباب الرئيسية في تراجع حركة السياحة.

الشيء الإيجابي في الموضوع حتى الآن أن الزيارة التي قام بها الرئيس أكدت للجميع أننا نبدأ عصرا جديدا في احترام المصريين، وأن المصريين يحتاجون منظومة جديدة للتعامل مع أزمة القيم والأخلاق التي تراجعت قبل البحث عن منظومة الخبز.

الجريدة الرسمية