رئيس التحرير
عصام كامل

فوضى إعلامية!


أسوأ شىء في إعلامنا وصحافتنا أن هناك بعض الإعلاميين والصحفيين لا يكتفون بممارسة النقد وتوجيه الاتهامات لمن يشاءون إنما ينصبون أنفسهم قضاة أيضا يصدرون أحكاما، ثم أحيانا جلادين يقومون بتنفيذ الأحكام التي أصدروها في حق من يهاجمونهم.
وإذا كان القانون قد فرق بين سلطة توجيه الاتهام والسلطة القضائية التي تحقق في الاتهامات وتصدر الأحكام فإن بعض الإعلاميين والصحفيين لم يفرقوا بين الأمرين ومارسوا كل السلطات والصلاحيات توجيه الاتهام مع إصدار الأحكام!

والأمر الخطير أن هؤلاء لا يوجهون الاتهامات دون فحص أو بحث أو تحقيق فيه أنهم يوجهون الاتهامات لمجرد سماعها من مصدر واحد أو متصل يشكو على الهواء ربما مجاملة له لأنه انتظر عدة دقائق حتى يتحدث مع المذيع أو المذيعة دفع مقابلها بضعة جنيهات يعود قدر من عائدها لمالك أو ملاك المحطة التليفزيونية أو الإذاعية.

وهكذا صار لدينا عدد من الإعلاميين والصحفيين بينما ينتقدون عدم استقلال القضاء منحوا لأنفسهم سلطاته، ومعه صلاحيات السلطة التنفيذية.. لقد تضمنت ذوات هؤلاء إلى درجة صار معها اعتقادهم أنهم وحدهم الذين يملكون الحقيقة كلها ويعاملون من لا يشاطرهم آراءهم ومواقفهم وانحيازاتهم كأعداء.. والسبب أن هؤلاء كما قلنا يتخيلون أنهم هم الذين فجروا ثورة ٣٠ يناير أو الذين حركوا الجماهير والجيش وأطاحوا وحدهم بحكم الإخوان.. ونكمل غدا..
الجريدة الرسمية