بالفيديو.. «الرجال».. ضحايا التحرش الجدد.. شباب يرون تفاصيل وقوعهم فريسة لـ«المعاكسات».. «الكورنيش» يضع أحمد في مرمى نظرات الفتيات.. عبدالله ضحية حواء في المترو.. حسام يق
«يا مُز إيه الحلاوة دي.. إيه يا واد ياقمر.. إيه النضارة الجامدة دي»؛ كلمات ربما تكون قد سمعتها أو حدثت أمامك لأحد الأصدقاء؛ خاصة بعد انتشار ظاهرة التحرش في المتجمع المصري بشكل كبير خلال السنوات الماضية والتي بدأت تأخذ أشكالا مختلفة وصل بعضها للاغتصاب كما حدث في ميدان التحرير الأسبوع الماضي خلال حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي.
فحتى فترة قصيرة مضت كان التحرش الجنسي عادة موجها للنساء من الرجال، إلا أن الظاهرة لم تعد ضحيتها الفتيات فقط؛ ووصلت إلى الرجال؛ حيث حكي العديد من الشباب حكاياتهم مع تحرش الجنس اللطيف.
يقول أحمد: "كنت ماشي مرة على الكورنيش ولقيت بنت بتعاكسنى بتقولى.. إيه يا واد ياقمر ده"؛ مؤكدا أنه أحس نحوها باحتقار؛ خاصة أننا لم نعتد على أن المعاكسة تأتى من بنت لولد.
ويحكى عبد الله عن موقف تعرض له في مترو الأنفاق وأثناء تلاوته للقرآن حاولت بنت أن تمسك يده فانتقل على الفور إلى مقعد آخر.
وسرد حسام حكاية زميلته في الشغل التي حاولت أن تتحرش به أثناء العمل واقتربت منه بالفعل وكان رد فعله أنه أصبح أكثر عصبية.
أما أحمد الذي يعمل بأحد المحال في وسط القاهرة فيقول: «أحيانا نشاهد مجموعة من البنات تعاكس ولد بإنت يا واد يامز»؛ مؤكدا أن البنت ذات الأخلاق من تكمل طريقها إذا تعرضت للمعاكسة أو التحرش؛ أما من تشتم الشاب فهى من بيئة سيئة.
أحد النشطاء في مجموعة مناهضة للتحرش قال إنه أحيانا يحدث التحرش من الرجال للرجال؛ فأثناء إنقاذ ضحية من التحرش لا يفرق المتحرش بين أنثي وذكر.
وعلى الجانب الآخر ينكر حسن أن تكون الظاهرة موجودة في مصر فهو لم يشاهدها من قبل.
ظاهرة ارتفاع نسبة تحرش النساء بالرجال، وحسب دراسات المركز القومي للبحوث، شكلت خلال الخمس سنوات الماضية علامة جديدة في شكل العلاقة بين الرجل والمرأة، فعندما كانت المرأة الفريسة، تحول الرجال لهدف للتحرش الجنسي، وبدت النساء أكثر سطوة جنسية خلال السنوات الماضية؛ الأمر الذي وصفه البعض بالظاهرة.
وكشفت دراسة نسبت إلى وحدة الدراسات الاجتماعية لمركز حماية المجتمع عن أن نسبة 9% من عينة البحث الذي أجري في القاهرة الكبرى من الرجال تعرضوا لتحرشات جنسية من نساء؛ وأن 4% من الرجال اضطروا لإقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج بناء على ضغط من سيدات، فيما كانت معظم السيدات المتحرشات جنسيا بالرجال هن مديرات أو مالكات للشركات التي يعمل بها الرجال الذين اضطروا للعلاقات الجنسية غير المشروعة مع هؤلاء النساء.
وتكتظ مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات الحكايات لفتيات ونساء كسرن كل الأعراف والتقاليد؛ حيث تقوم بعض الفتيات بهذا السلوك من أجل الانتقام من الرجال؛ وأخريات يلجأن إليه لشعورهن بالخوف والكبت وكسر العادات والتقاليد التي يفرضها الأهل والتي يري فيها الشباب تزمتا؛ فضلا على ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع المصري
عدد من علماء الاجتماع يري أن الظاهرة غير معتادة وإن حدثت فإنها تكون على نطاق ضيق جدا؛ نسبة التحرشات النسائية لا تقارن بنسب التحرشات الجنسية من الرجال بالنساء، بل إن القصص والتفاصيل التي يرويها بعض الشباب نابعة من وحي الخيال ولاتخرج عن كونها مجموعة من الأكاذيب.