باختصار.. قصة جيل لم يعرف التربية!!
فجأة وفي غفلة من الزمن ومن الشعب وجدت مصر نفسها أمام نظام سياسي اختفت في عهده من الشوارع عبارات حفظناها ونحن صغار كانت تحاصرنا أينما ذهبنا تقول لنا مثلا -مثلا يعني- أن قيادة السيارات ليست إلا فن وعلم وأخلاق..ووجدنا أنفسنا أمام نظام سياسي اختفت في عهده من شوارعنا عبارات تركت تأثيرها علينا ونحن أطفال تقول إن العمل شرف والعمل واجب والعمل حق والعمل حياة..وأصبحنا أمام نظام سياسي اختفت في عهده القيم الوطنية من على جدران المدارس والتي كانت دروسا مختصرة في أبجديات حب الوطن والانتماء..
واختفت في عهده مبادئ الأخلاق العامة من على أغلفة الكراسات المدرسية وكانت مذكرة دائمة تحض على السلوك القويم وتدفع إلى حب الخير والحق والجمال.. والغيت في عهده مادة التربية القومية التي كانت تهدف إلى وضع الانتماء الوطني في إطار قومي شامل تم تأصيله تاريخيا وجغرافيا وعلميا ومنطقيا..
وانتهي في عهده الحضور والانصراف (الانضباط يعني) من مدارس التربية والتعليم بل وحتى الأخيرة اختصرت وأصبحت فجأه وزارة "التعليم" فقط..والنتيجة وبالتعاون المدهش مع الأمريكان - وفي ظروف تشي بالتآمر المؤكد على أبناء هذا الوطن وعلي جزء أساسي وغال ومهم منه -أننا أصبحنا أمام جيل كامل قطاعات واسعة منه - إلا من رحم ربي- لم تعرف التربية..بعضها في الشارع بلا عمل وبعضها على الفيس بوك بلا هدف وبعضها في كليهما معا!