رئيس التحرير
عصام كامل

خطيئة أحمد ماهر!


عصر يوم الثالث من يوليو الماضى «٢٠١٣» وأثناء انتظار ما ستفعله قيادة القوات المسلحة بعد انتهاء المهلة الثانية التي منحتها للرئيس مرسي وكافة الأطراف لإرادة الشعب، كنت ضيفًا على قناة دريم للتعليق على ما هو متوقع من قرارات، وكان معى وقتها أحمد ماهر رئيس حركة ٦ أبريل.. وردًا على سؤال للإعلامية رشا نبيل عن ماهية القرارات المتوقعة التي ينتظر أن تتخذها قيادة القوات المسلحة التي كانت مجتمعة مع عدد من الرموز المدنية أجاب أحمد ماهر إجابة مثيرة للانتباه حينما قال إنه لا يتوقع قرارات تنهى حكم الرئيس السابق مرسي الذي كان هو المطلب الشعبى الأساسى، وفسر ذلك بوجود ضغوط أمريكية قرر أنها ستمنع حدوث ذلك!

بعيدًا عن أن أحمد ماهر بدا وهو يقول ذلك يعبر عن رغبة داخلية خاصة بعدم الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي والإبقاء عليه، فإن هذا الكلام كان يكشف بوضوح رهان أحمد ماهر على الأمريكان وضغوطهم على شعبنا وجيشنا.. لذلك لم يمثل مقاله الأخير الذي نشرته له إحدى الصحف الأمريكية يطالب فيها الإدارة الأمريكية باستمرار ضغوطها على مصر من خلال الامتناع عن تسليم أي مساعدات عسكرية لنا.. فهذا هو أحمد ماهر الذي راهن على الضغوط الأمريكية في يوليو الماضى ولم يشاركنا جميعا وقتها ترقبنا الفرح للإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي الذي كان بمثابة عنوان لحكم فاشٍ مستبد لم نتحمله أكثر من عام واحد.

أحمد ماهر معذور لأنه كتب مقاله هذا قبل أن يسمع ويرى حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر، الذي تحول إلى حفل عالمى بمشاركة قادة العالم وممثليهم ومن بينهم وفد أمريكى.. لكنه في ذات الوقت يكشف لنا أن الضغوط الأمريكية علينا لن تنته بانتخاب السيسي وتوليه مسئوليات منصب واعتراف الأمريكان بالواقع السياسي الجديد في مصر.. بل سوف تستمر هذه الضغوط، بل ربما تزيد مع انتهاج الرئيس المصرى الجيد سياسات مصرية مستقلة.. وهذا تحديدًا ما يتطلع إليه ويراهن عليه أحمد ماهر وأمثاله في مصر.

لكنها خطيئة وطنية ضخمة وكبرى لن يغفرها لهم هذا الشعب الذي لا يقبل أي تدخل أجنبى وتحديدًا أمريكى في شئونه الداخلية.
الجريدة الرسمية