رئيس التحرير
عصام كامل

صورة مصر مع السيسي


أظن أن مجموعة العمل مع الرئيس الجديد كانت مستعدة لمرحلة ما بعد حلف اليمين، مرحلة المستقبل القريب والبعيد على السواء.. والحق أن هناك أكثر من طريقة لقراءة كف الوطن، ناهيك عن التنبؤ بمستقبل شخص، أيسرها على الإطلاق، وأكثرها شيوعا، قراءة الغد بالتمني!


الطريقة الثانية لمعرفة صورة مصر غدا، مع الرئيس هي الاعتراف بالكارثة القائمة، دون تجميل أو تهويل، وحصر مالديك من قدرات لمواجهتها.

نصف الطريق إلى مصر الجديدة، يتحقق بوجود رأس السلطة عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة يتابعها العالم، ويشهد لها بالصدق والحرية، سوف تمضى خريطة البناء في مصر على مسارين متلازمين تلازم الروح بالجسد.. المسار الأول، تنفيذ مشروعات ضخمة تبدأ بشبكة طرق دائرية حول القاهرة وتمتد إلى الإسكندرية وبقية المحافظات خلال عام، ويتوازى معها مشروع المليون وحدة سكنية، مع عشرات المشروعات الاستثمارية، لخلق فرص عمل كريمة للشباب، تجعل له مصلحة مباشرة في وقف التظاهر، والاستفادة من الاستقرار.

اللهجة والنظرة في وجه الرئيس السيسي فيها معان كثيرة، أبرزها الثقة البالغة بأن الله معه لأنه يعتزم عمل الخير للغلابة، وأبرزها يقينه الباطنى بقدرته على الإنجاز.

في العادة يمكنك عرض هذا اليقين على الناس بنفس القوة إن كنت مارسته من قبل، (وأثمر) ! على أن عملية إعادة بناء مصر الجديدة لن تحرز النجاح المطلوب، لو لبث المواطن في ناحية والرئيس في ناحية أخرى، والإعلام في ناحية ثالثة، ومن الجلى جدا أن هذا الرئيس المثقف، يدرك كثافة وقدرة النيران الخاصة بماسورة مدفع الإعلام.

قال السيسي إن الحروب لم تعد قرارا خاصا بوزارة الدفاع، لأن الإعلام شريك، وهو يعتبر أن سلاح الإعلام موكول إليه، مهمة تغيير الوعى وإعادة بنائه، وتنوير الناس وإشاعة قيم الخير والتسامح والعدل والصدق، وتقديم الأمل للأمة، وتحويل المواطنين إلى جيش إنتاج شامل القوة، متحد على هدف واحد.

من ملامح صورة مصر غدا ضيق الوقت، وضيق الصدر، الأولى ضاغطة على الثانية، ومن أجل هذا سوف يبادر الرئيس إلى إصدار حزمة تشريعات، أظن أنها جاهزة ومدروسة سلفا، تعينه على بدء رحلة مكوك الفضاء المصرى إلى أبعد الآفاق، ولن ينتظر، بسبب من نفاد صبر وصدر المصريين، إلى حين انتخابات مجلس الأمة الجديد.

من المنطقي، أن نتصور أن البرلمان القادم هو الأخطر في تاريخ مصر، لأنه قد يكون بمثابة الباب الدوار، يدلف منه الإخوان بوجوه غير محروقة، ليشكلوا سدا منيعا، ضد الحلم المصري، وإفشال الرئيس الجديد، والتحريض على ثورة ثالثة، هي القاضية على الأخضر واليابس في مصر إن اندلعت لا قدر الله.

من المهم إذن استغلال ضيق الوقت لنجعله استعجالا للمستقبل، وحشدا للطاقات.. يمكن القول أيضا إن مصر مقبلة بالفعل على تحالف عربى وثيق، إن لم يكن قد بدأ بالفعل، فرضته الظروف الأمنية القاهرة، وخطط التآمر على دول الخليج، وارتباط المصير بين مصر وأشقائها، ولا يمكن إغفال ما يحدث في ليبيا، بعيدا عن المصالح المصرية.

سوف تستقر النفس المصرية بمجهود اقتصادى هائل، وتكلفة استثمارية ضخمة، وسوف يحتشد الناس وراء جيشهم، ضد الفيروس الداخلي، حتى القضاء عليه.
غدا أجمل وأفضل مع السيسي.. إن شاء الله.
الجريدة الرسمية