رئيس التحرير
عصام كامل

تنصيب السيسي يعيد على استحياء العلاقات المصرية الإيرانية.. إيران ترضخ لإرادة المصريين وتقبل بالوضع الجديد.. «1988» بداية انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.. هريدي: مرحلة جديدة في التفا

المشير عبد الفتاح
المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية

تتطلع إيران إلى عودة العلاقات بينها وبين مصر... مرة أخرى خاصة بعدما لخص "السيسي" رؤيته للعلاقة مع إيران في تصريحات سابقة، ما يمكن اعتباره حجر الزاوية في العلاقة بين القاهرة وطهران في الفترة القادمة من أن العلاقة بين القاهرة وطهران مشروطة بتحسن علاقة الأخيرة مع الدول العربية المجاورة لها، وعلى رأسها السعودية.. وقد حضر حسين أمير عبد اللهيان- مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشئون العربية والأفريقية- حفل تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.


قبول إيران بالأحوال الجديدة...

وفي نفس السياق، يري متابعون أنه على الرغم من عدم قدرة الرئيس الإيراني حسن روحاني على الحضور في مراسم تنصيب السيسي بسبب انشغاله بزيارات خارجية، فإن حضور مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشئون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، يشير إلى احتمالين.

الاحتمال الأول هو قبول إيران ضمنيًا بتطوير العلاقات مع مصر في عهد السيسي ولكن بشكل مرحلي، فعبد اللهيان كان له دور في تهيئة الأجواء للانفتاح الخليجي الإيراني، وزياراته المتعددة إلى الإمارات والكويت وعُمان في الشهور الماضية كانت بمثابة توطئة لزيارات متبادلة على مختلف المستويات والمجالات بين هذه الدول وإيران.

أما الاحتمال الثاني فهو أن إيران ترى أن مسألة تطور العلاقات مع مصر تحتاج لأكثر من مجرد دعوة لحفل تنصيب الرئيس المصري، وأن هناك أمور أخرى يجب توافرها قبل أن يكون هناك زيارات رسمية على مستوى الرؤساء بين البلدين، أقلها وجود تمثيل دبلوماسي على مستوى السفراء، وهذا على المستوى الإجرائي.

وعلي المستوي السياسي بالرغم من توفر مناخ يسمح بتحسين العلاقات إلا أنه من الواضح لا يوجد إرادة سياسية تريد أن يدخل هذا طور التنفيذ في المنظور القريب على الأقل.

انخفاض مستوي العلاقات بين البلدين...

ومن جانبه.. فسر مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران أمير الموسوي، أن تمثيل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان لطهران في مراسم أداء السيسي لليمين الدستورية، يرجع إلى عدة أسباب، من بينها انخفاض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران.

كما قال" الموسوي":"إن الدعوة المصرية لروحاني وصلت متأخرة بسبب جدول أعماله"، مبينًا أن عدم حضور وزير الخارجية محمد جواد ظريف بسبب تواجده في فينا لإنطلاق جولة جديد من المباحثات النووية مع الغرب.

إيران تستعد لدعم الحكومة المصرية..
 
في حين علق علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية بالبرلمان الإيراني على مسار العلاقات بين القاهرة وطهران مع وصول السيسي لسدة الرئاسة، مبديًا استعداد إيران للتعاون ودعم الحكومة المصرية الجديدة، معتبرا أن مصر واحدة من الدول العربية المهمة، وقال:"إنه من الطبيعي في عالم السياسة أن تقوم العلاقات الثنائية على أساس المصالحة الوطنية والاحترام المتبادل".

وحول العلاقات بين إيران ومصر، قال بروجردي: "إننا نعتبر مصر بلدًا مهمًا وصاحبة حضارة ترقى إلى الآف السنين ومن أهم الدول العربية وإن نظرتنا هذه إزاء مصر هي نفسها أبان عهد حسني مبارك ومحمد مرسي وإنها باقية في الظروف الراهنة أيضًا.


وأكد "بروجردي" أنه عندما نلمس خطوة من الطرف المقابل فمن المتيقن أن طهران سترد بخطوة أكبر والوقت لم يفت بعد وقال:"أننا نؤمن بالتعاون مع مصر لأن هذا البلد يملك شعبًا كبيرًا وتراثًا ثقافيًا عملاقًا ولعب دورًا في ماضي العالم الإسلامي والعربي وينبغي أن يعود إلى عظمته وماضية السابق ونحن بدورنا مستعدون للتعاون والدعم، وعلينا أن ننتظر ونرى كيف هي سياسية القاهرة وماهي مواقفها".

تجدر الإشارة إلى أن توتر العلاقات بين البلدين يعود إلى عام 1988 عقب انقطاع أوصال العلاقات الدبلوماسية نتيجة لقيام ما يعرف بالثورة الإسلامية الإيرانية، بالإضافة إلى الاحتجاج على اعتراف مصر بإسرائيل واستضافتها لشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي.

مكتب رعاية المصالح...

وتقتصر العلاقات الدبلوماسية، التي توترت بشدة خلال السنوات الأخيرة بسبب ما اعتبرته مصر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك دورًا إيرانيًا سلبيًا في القضايا العربية بينهما، على مكتب لرعاية المصالح لدى كل منهما.

وفي هذا السياق قال حسين هريدي سفير مصر الأسبق في إسبانيا ومساعد وزير الخارجية الأسبق:" إن مصر ستدخل مرحلةً جديدة في السياسة الخارجية بانتخاب السيسي رئيسًا، وبالتالي فلابد أن نضع في الاعتبار أن إيران قوة إسلامية لها ثقلها ولاسيما داخل مجلس التعاون الإسلامي".

واعتبر" هريدي" أن دعوة مصر للرئيس الإيراني حسن روحاني لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي محاولةً لبدء مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الإيرانية، وخاصةً في ضوء زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى طهران، والتي لم تكن بصفته أميرًا للكويت ولكن أيضًا رئيس مجلس التعاون الخليجي والقمة العربية، ما يعني أن الدعوة المصرية جاءت في إطار الجهود العربية والمصرية للتأكيد على أمن دول التعاون الخليجي.

وأضاف "هريدي" أن الرئيس الإيراني السابق زار مصر العام الماضي لحضور مؤتمر دولي، فضلًا أن كل تصريحات الرئيس الجديد روحاني تشير إلى أنه يريد أن تصل العلاقات "الإيرانية - العربية" إلى مرحلة من الهدوء والتفاهم بعيدًا عن المواجهات التي اتسمت بها فترة حكم الرئيس السابق أحمدي نجاد....
الجريدة الرسمية