رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة العمالة الأجنبية في قطر.. 8 عمال يقيمون في غرفة مساحتها 15 مترا.. مطبخ واحد يخدم 42 شخصا.. العمل 12 ساعة يوميا مقابل 150 يورو شهريا.. ولا إجازات لمدة عامين

فيتو

تزيد المناقشات منذ أشهر حول أوضاع العمالة الأجنبية في قطر وبطولة كأس العالم 2022 المقرر أن تستضيفها قطر. فلوريان باور رصد الأوضاع في الدوحة وتعرف على يوميات بعض العمالة الأجنبية هناك.

على بعد 20 كيلومترا من العاصمة القطرية الدوحة، تشهد مدينة الوكرة بناء ملعب لكرة القدم يتسع لنحو 40 ألف متفرج من المقرر الانتهاء من تشييده عام 2018 استعدادا لبطولة كأس العالم 2022.

ومن المقرر أن يتم تفكيك مقاعد الملعب عقب انتهاء البطولة ونقلها على نفقة قطر لدول نامية.ومن الواضح أن قطر فكرت في كافة التفاصيل، عندما تقدمت بطلب استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، إلا أنها لم تفكر في هذا الكم الكبير من الأخبار السلبية المتعلقة برشاوى محتملة وظروف غير إنسانية للأيدي العاملة

على العكس مما حصل في كثير من مشاريع البناء، التي لا علاقة لها بورشات كأس العالم، في العاصمة القطرية الدوحة، فإنه لم تقع حالات وفاة في أشغال بناء ملعب الوكرة. وتعتزم قطر - الدولة الأغنى في العالم- استثمار ما يقرب من 200 مليار دولار في بناء فنادق وشبكة مواصلات جديدة وإعداد طرق على بعد 20 كيلومترا شمالي الدوحة.

وفي العاصمة الدوحة نفسها يزيد عدد ناطحات السحاب الضخمة بشكل كبير، وكل هذا بفضل أيدي العمالة الأجنبية التي ينحدر معظمها من نيبال والفلبين والهند ودول أفريقية. لكن منظمات حقوق الإنسان تنتقد الظروف المعيشية الصعبة للعمالة الأجنبية وقلة رواتبهم.

مطبخ لـ 42 شخصا
يعرف أندرياس بلايشر الوضع في قطر بدرجة كبيرة، إذ عاش هناك لعدة سنوات وعمل كمستشار لمنظمي كأس العالم. ويقول بلايشر إن المنظمين "أدركوا ضرورة تحسين بعض الأمور".

ورغم ما تحقق في قطر من تغييرات خلال العشرين عاما الأخيرة إلا أن بلايشر يشير إلى وجود كثير من التحديات التي لازالت تنتظر البلاد.

وكانت تقارير وتحقيقات برامج تليفزيونية ألمانية قد كشفت عن تردي أوضاع العمالة في قطر. آلاف العمال الذين يقيمون في أطراف الدوحة يعيشون في ظل ظروف حياتية صعبة، إذ يشترك نحو 42 عاملا في مطبخ واحد في حين يشترك ثمانية أشخاص في غرفة مساحتها 15 مترا مربعا ويعملون ستة أيام في الأسبوع لمدة عامين دون عطلة ودون حياة عادية، فالسرير الذي ينامون عليه يُستخدم كخزانة ملابس وأريكة.

وعن حياته في قطر يقول عامل نيبالي:"ماذا يمكنني أن أفعل سوى ذلك للإنفاق على عائلتي؟ الأوضاع هنا صعبة لكن في نيبال أيضا لا توجد وظائف".

ويعمل العامل هنا لمدة 12 ساعة في اليوم بالإضافة إلى ثلاث ساعات للوصول والعودة لمكان العمل وكل هذا مقابل أجر لا يزيد عن 150 يورو في الشهر، كما أن مغادرتهم البلاد لا تتم غالبا دون موافقة رب العمل.

إصلاح قانون العمل
وبالعودة إلى مركز مدينة الدوحة حيث تضيء ناطحات السحاب ليلا، يوجد مكتب نجيب النعيمي، وزير العدل الأسبق وأحد أعضاء هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

النعيمي يدرك المشكلات التي تواجهها العمالة الأجنبية في قطر ويقول:"نحتاج لإصلاحات... يجب توفير الحماية للعمال وعدم استغلالهم والسماح لهم بالسفر وقتما يريدون".

ويشار إلى أن قطر أعلنت مؤخرا عن عزمها إصلاح قانون العمل المعمول به، لكن دون إعطاء موعد محدد لذلك. وحاولت القناة الأولى في التليفزيون الألماني معرفة المزيد من التفاصيل عبر التواصل مع وزارة العمل القطرية، إلا أنها لم تحصل على جواب. وتشير كل المؤشرات إلى النقاش حول موضوع العمالة الأجنبية وكأس العالم في قطر لن يتوقف.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية