رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر ما قاله السيسي في خطابه على الإطلاق!


لفتة طيبة أن يسبق السيسي خطابه بتحية الشهداء ليغلق باب الجدل حول الاعتراف بدورهم فيما نحن فيه..ومنطقيا أن يتوعد السيسي الإرهاب..وطبيعيا أن يحيي السيسي الأزهر والكنيسة.. وواقعيا أن يطالب الرجل بتطوير الخطاب الديني..أما اعتباره أن الأمن العربي كل لا يتجزأ فهو اعتراف جديد بقانون ناصري قديم.. والمطالبة بدولة فلسطينية التزام قديم جديد.. وأما الإشارة إلى حقوق البسطاء والكادحين فتعهد جيد.. وأما اعترافه بدور المرأة فتقرير واقع لا جديد فيه.. وأما التعهد باستعادة هيبة الدولة فهو التحدي الأهم والعاجل أمام السيسي..وأما الإشارة إلى دور مصر بأفريقيا فيتجاوز التغني بأمجاد قديمة إلى السعي لتحقيق ـمجاد جديدة..

لكن.. تعالوا نقرأ أهم ما جاء في خطاب الرجل وتعكف أجهزة العالم لدراسته الآن وربما لن تنام هذه الأجهزة في أكثر من دولة.. تعالوا نقرأ ما بين سطور ما قاله السيسي في أخطر وأهم ما جاء في خطابه على الإطلاق ولم تلتفت إليه أجهزة الإعلام المحلية.. فقبل أن يختتم خطابه منتقلا من الدائرة المصرية إلى العربية إلى الأفريقية إلى العالمية.. قال وبالحرف "أما علاقتنا الدولية في المرحلة المقبلة فستكون علاقات ديمقراطية متوازنة ومتنوعة لا بديل فيها عن طرف عن آخر..فمصر تستطيع الآن أن ترى كل جهات العالم..". 

وهنا ينتقل بعد التمهيد إلى ما يلي: " مصر الجديدة ستكون منفتحة على الجميع لن تنحصر في اتجاه ولن نكتفي بتوجه.. إننا نتطلع إلى تفعيل وتنمية علاقاتنا بكل من أيد أو سيؤيد إرادة الشعب المصري.. ونتعهد معهم على إعادة إحياء تعاوننا البناء في كل المجالات " وحتى لا يلتبس الأمر على أحد قال السيسي حرفيا حاسما الأمر: "ذلك التعاون الذي لم يقتصر الاعتزاز به على الدوائر الرسمية وإنما امتد ليستقر في وجدان شعوبنا ويرتبط في أذهانها بمشروعات وطنية عملاقة وقاعدة للصناعات الثقيلة" !!!! وحتى يحسم الأمر أكثر وأكثر قال السيسي:

" فمصر بما لديها من مقومات يجب أن تكون منفتحة في علاقاتها الدولية.. لقد مضي عهد التبعية في تلك العلاقات التي ستحدد من الآن فصاعدا طبقا لقدرة الأصدقاء على التعاون...." !!! ويكررها السيسي وينهي الفقرة بقوله "إن مصر ستلتزم الندية والالتزام.. والاحترام المتبادل..عدم التدخل في الشئون الداخلية كمبادئ أساسية في العلاقات الدولية.. من الآن".

والعالم يعرف من الدولة التي يقصدها السيسي بقوله "مضى عهد التبعية" كما أن العالم يعرف أيضا تلك الدولة التي تعيش مشاريعها المشتركة معنا وبقاعدتها وصناعاتها الثقيلة تحديدا في وجدان المصريين!!!
الجريدة الرسمية