رئيس التحرير
عصام كامل

من الذى يحكم مصر؟


ليس الغرض من ذلك السؤال هو النخبة الحاكمة الحالية، أى الرئاسة وحزب الحرية والعدالة أو كما يردد البعض مرشد الجماعة، ولكن السؤال هو كيف تدار مصر الآن والسبب وراء ذلك السؤال هو تلك الحالة من الفوضوية وعدم وضوح الخطوط ما بين السلطات وكذلك الشارع السياسى أياً من كانوا فيه والذى قد يتساءل البعض عنهم وعن هويتهم وليس فقط مطالبهم وما هو الدور الذى يسهمون به فى تدعيم الدولة التى أصبحت الآن آيلة للسقوط؟ أو أنها قد أصبحت على حد التعبير الهندسى الإنشائى داهمة الخطورة ومن ثم فلابد من إخلائها من السكان وإن كان ذلك المنطق لا يجوز أن نطبقه على مصر أى بأن يتم إخلاؤها من شعبها ولكن السؤال الأكثر أهمية ما هو المطلوب الآن وما هى الخطوة التى يجب أن نتخذها؟ حتى وإن لم نعد نرى الطريق الذى لابد أن نسير فيه ولكن نحن نعلم أنه لابد أن يكون هناك طريق أو خطوات تتخذ وإلا فإن العاقبة كلنا نعلمها ولم تعد بخفية على أحد وقد لا يفيدنا كثيراً الآن الحديث عما يحدث فى الشارع السياسى ورصده ومن؟ ومن هو المخطئ ومن هو المصيب لأن الوقت منذ الآن قد أصبح مقصر جداً ونحن نعلم أن سفينة مصر قد صارت معذبة من الأمواج التى يتلاطمها من كل جانب وتكسرت قلوعها وقد أشرفت على الغرق وعندئذ سيحاول الكل القفز منها ولكن المحصلة واحدة.. لكل شىء تحت السماء وقت وزمان معين للحياة وقت وللموت وقت وللحزن وقت وللفرج وقت وكذلك للتظاهر والاعتراض وقت وللسكوت والسكون وقت للراحة وقت وللعمل وقت هذه الأوقات التى عينها الله هى الناموس الذى يحكم الكون، كما أن الحكام والسلاطين والمسئولين عن إدارة شئون البلاد وهم معينين ومختارين من قبل الله أو على الأقل بترتيب إلهى لذلك فقد تكون مقاومتهم ومعارضتهم واجبة فى وقت معين ولكنها قد لا تكون كذلك فى وقت آخر إذ أنها فى تلك الحالة ستكون المقاومة والاعتراض غاية فى ذاتها وليست لغرض معين فكما أننا علينا أن نقاوم ونعترض أى تصرف أو ممارسة نجد أنها خروجاً عن المعتاد وأن محصلتها هى الضرر بمصالح البلاد والعباد إلا أننا أيضاً لابد أن يكون لدينا القياس الآخر وهو أننا علينا أن ندرك متى تجدى المقاومة والاعتراض وما هى محصلتها ومتى تصبح عديمة الجدوى أن تضيف المزيد من الإساءة للمجتمع وللبلد أى أنها تضر ولا تنفع فليست كل مقاومة أو اعتراض حتى وإن كانت واجبة وضرورية إلا أن المصلحة العامة للبلد الحفاظ على سفينة البلاد قد يكون الأهم ولكن فيما يبدو أننا مازلنا فى مرحلة سياسة سداد المعارضة أو النخبة الحاكمة ولم نعرف حتى الآن كيف تكون السياسة والحكم وكيف تكون المعارضة وأننا نعرف كيف نختلف ولا نعرف بالكلية كيف نتفق أو نتوافق رحم الله مصر ووقانا شر الفتن.


الجريدة الرسمية