عشنا وشفنا
جاء اليوم الذي نرى فيه رئيسا مصريا يسلم السلطة لسلفه دون دماء ودون تخوين ودون قالوا وقلنا.. جاء اليوم الذي ننصت فيه باهتمام شديد إلى قضاة أجلاء في كلمات قليلة تمسح الأذى عن آذاننا التي علقت بها خطابات من شأنها إعادتنا وبلادنا إلى مصاف الدول الناشئة، وجاء اليوم الذى تعلمنا فيه درسا قدمه المستشار ماهر سامى للأمم في كلمات موجزة، ومنصفة، ومعبرة وبعده المستشار العاصي الذى قدم قضاة مصر بما يليق بهم.
وعن وقائع أداء اليمين الدستورية للرئيس عبد الفتاح السيسي أمام المحكمة الدستورية العليا أحدثكم ومن هناك أعيد إلى ذاكرتكم ذلك الجدل المريض الذى حاولت جماعة الإخوان الإرهابية ومندوبها في القصر الرئاسي خلقه عقب فوزه والسؤال الذى طرح يومها: أين يقسم الرئيس الجديد اليمين الدستورية؟ ومن هناك أنعش ذاكرتكم وأعيد إلى أذهانكم صور محاصرة قضاة مصر الأجلاء يوم أن أرادوا تركيع أعلى قيم العدالة في بلادنا.. يوم أرادوا كسر إرادة المحكمة الدستورية.
عن مصر الجميلة الراقية داخل مبنى العزة والكرامة أحدثكم من القلب، عن مصر الراقية التى ظهرت في قلوب سمحة وعقول نيرة وهمم عالية أحدثكم عن ذلك الفارق الحضارى بين دولة العزة والإباء ودويلة الحصار والتضليل الدينى وكل ما هو مختطف أحدثكم اليوم.
هل رأيتم ما رأيت؟ وهل شاهدتم ما شاهدت؟ صورة مصر الأصيلة الأبية الناضرة الحاضرة عادت إلينا فى حفل مصرى راق، في مراسم وادعة، هادئة، مترفعة، معلنة للعالم كله أنها عادت إلى صورتها البهية كما كانت.. عادت لتسهم حضاريا بما يليق بها وبشعبها الأبى الكريم.. إنها صورة لما يجب أن نكون عليه.. صورة لما ستكون عليه مصرنا رغم أنف الحاقدين والكارهين ومن في قلوبهم مرض.