رئيس التحرير
عصام كامل

«زويل» يعود للحياة .. ابن دمنهور يظهر أخيرًا بعد شفائه في حفل تخرج جامعة «بيل».. هاجمه السرطان بعد رحلة حافلة بالإنجازات.. استيقظ من مرضه ليعلن زيارة القاهرة.. وإحداث ثورة علمية بم

العالم المصري أحمد
العالم المصري أحمد زويل

بدا العالم المصري أحمد زويل شاحب اللون، أبيض الشعر خلال حفل تخرج جامعة "ييل" الأمريكية لتسلّم الدكتوراه الفخرية في العلوم، تقديرًا لإسهاماته العلمية، في الظهور الأول له بعد شفائه من مرض سرطان الدم، قبل نحو أسبوع معلناً عودته لمصر أواخر الشهر المقبل.

 الحزن لمرض العالم
 وفور الإعلان عن إصابته بمرض السرطان أصيب عدد كبير من المصريين بحالة من الحزن على الرجل الذي لم تتح له حكومة الرئيس الأسبق حسني مبارك فرصة لتنفيذ مشروعاته العلمية.

 سخر زويل حياته للعلم منذ نعومة أظافره زويل، ومع ولادته على أرض مدينة دمنهور بالبحيرة في 26 فبراير 1946، بدأ طريقا نحو العلم، والتجارب، ليتوج جهد سنوات بجائزة نوبل في الكيمياء عام 1999.

 التحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيدًا بالكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.

 مناصب علمية

 سافر إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر. ثم عمل باحثًا في جامعة كاليفورنيا، بركلي (1974 - 1976).. ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) منذ 1976، وهي من أكبر الجامعات العلمية في أمريكا.. حصل في 1982 على الجنسية الأمريكية. 

تدرج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة كالتك إلى أن أصبح أستاذًا رئيسيًا لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمي جامعي في أمريكا. كما حصل العالم المصري على جائزة نوبل في علوم الكمياء بعد أن ابتكر نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

قرر زويل في بداية التسعينيات إنشاء جامعة تحمل اسمه لخدمة العلم والعلماء في مصر ولم يتحقق الحلم إلا بعد ثورة 25 يناير بإنشاء مدينة زويل للعلوم، إلا أن المشاكل حول ملكية الأرص المقامة عليها المدينة لجامعة النيل العلمية كان أبرز الشوائب حول مشروع زويل الذي لم يحقق ما يتمناه العالم المصري حتى الآن.

 حلم زويل الذي راوده بعد ذلك أن تصبح مدينة زويل للعلوم أكبر صرح علمى في مصر، تكبر وتخرج العلماء وتهتم بالابتكارات الحديثة وتمنى طاقات الشباب، فهو صاحب المقولة "الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء؛ هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل". 

 الجنسية الأمريكية

 في عام 1982 حصل على الجنسية الأمريكية، التي ساعدته على تبؤ مناصب علمية مرموقة في الولايات المتحدة، أبرزها مستشار الرئيس الأمريكى للعلوم والتكنولوجيا لمنطقة الشرق الأوسط، لكن المنصب لم يمنعه من الارتباط بوطنه الأول مصر، وظل متابعا لما يجري فيها حتى اندلعت ثورة 25يناير.

 "حان الوقت كي يستجيب الرئيس المصري حسني مبارك للمتظاهرين المطالبين برحيله، عليه أن يتنحى غدًا، ويسمح بتشكيل حكومة انتقالية"، هكذا قال زويل في حديث إلى وكالة رويتزر، قبل تنحي مبارك بيومين، أي في التاسع من فبراير 2011.

من جانبه قال الدكتور محمد كمال، المتحدث باسم نقابة أعضاء هيئة التدريس المستقلة، إن زويل ليس مجرد عالم فقط ولا يمثل لنا قيمة علمية بقدر جائزة نوبل التي شرف مصر بالحصول عليها وإنما هو قيمة في حد ذاته بعد أـن أصبح نموذجا يحتذى به للمصري حين يحصل على الفرصة للبحث العلمي وتتاح له الإمكانيات المطلوبة لعمله.

 وأشار إلى أن زويل أصبح حلما ومثلا أعلى لكثير من الباحثين في مصر والعالم العربي. وحين نعلم بمرض زويل لا نملك إلا أن ندعو الله له بالشفاء العاجل التام وأن يعود لوطنه مصر سليما معافى وأن يبدأ مرة أخرى مشروعه العلمي جامعة زويل أو لتكن جامعة مصر ليتخرج على يد النظام الذي سيضعه له عشرات آخرين لن يكون منهم زويل آخر بل مدرسة علمية حقيقية.
الجريدة الرسمية