رئيس التحرير
عصام كامل

لا يا أستاذ عبدالغفار شكر


اسمح لي يا أستاذ عبدالغفار شكر أن اختلف معك فيما قلته بخصوص التمويل الأجنبى للمجتمع المدنى لأنك من فرط حماسك في الدفاع عن المجتمع المدنى تجاهلت أن الأمريكان منذ عهد المحافظين الجدد وحتى الآن يستخدمون المجتمع المدنى في فرض هيمنة على العديد من البلاد؛ وذلك من خلال ما يقدموا له من تمويل لبعض وحداته، وهذا ما أشار إليه بكل وضوح الرئيس الأمريكى أوباما.

نعم يا أستاذ عبدالغفار التمويل الأجنبى بل وتحديدًا الأمريكى لمنظمات المجتمع المدنى في مصر ليس عيبًا ولا نقيضه في حد ذاته.. بل إن هذه المنظمات تحتاجه في ظل نقص وقلة التمويل المحلى.. لكن ليس كل التمويل الأجنبى قانونى ومعلن.. فهناك تمويل أجنبى يتم سرًا وبدون إعلان أو موافقة وزارة التضامن الاجتماعى أو الشئون الاجتماعية أيًا كان اسمها، وهناك أيضًا تمويل أجنبى لا يحتفظ به في البنوك ولا يستخدم في تمويل أنشطة قانونية تفيد المجتمع وهذا الشعب.. بل بعض هذا التمويل الأجنبى يستخدم في تمويل أنشطة تصر هذا المجتمع وهذا الشعب وتستهدف إلحاق الأذى بدولته الوطنية وتقويض كيانها وفرض الهيمنة الأجنبية وتحديدًا الأمريكية عليها.

أنني أدعوك يا أستاذ عبدالغفار لقراءة كتابي الذي أصدرته قبل عامين عن "رأس المال السياسي" والذي جاءت معلوماته موثقة ومدققة وهى تكشف أن الأمريكان استخدموا التمويل الأجنبى السرى لمنظمات مجتمع مدنى مصرية لتنفيذ مخططاتهم في بلدنا لفرض هيمنتهم علينا وكانت أداتهم في ذلك دعم وصول الإخوان للحكم، كما تكشف هذه المعلومات أن حتى التمويل الأجنبى غير السري والذي تم بموافقة وزارة التضامن الاجتماعى استخدم لدعم وصول السلفيين إلى البرلمان.. لذلك ينبغي أن يتطهر المجتمع المدنى المصري من الأخطاء والآثام التي ارتكبتها بعض منظماته وأن يلفظها حتى يكون قويًا ومؤثرًا.
الجريدة الرسمية