رئيس التحرير
عصام كامل

المعارضة.. ضرورة ديمقراطية


اجتاز المصريون بنجاح المرحلة الثانية من خارطة المستقبل وتحقيق ذلك في ظل الأمن والسلام الذي أجهض كل التهديدات الإرهابية التي توهم أصحابها بأنهم سينجحون في منع الحشود الجماهيرية في اللجان الانتخابية.

يتطلع العالم الآن إلى شعب مصر الذي عليه أن يتوج إنجازاته السياسية بانتخاب أعضاء البرلمان بنفس الشفافية والحياد وفى ظل الأمن والأمان مثلما كان خلال الانتخابات الرئاسية.

ولا يفوتنا أن نشير إلى ما لا يقل عن ذلك من حيث الأهمية أننا نتطلع إلى ظهور معارضة وطنية تكتمل بها الصورة الديمقراطية، باعتبار أن المعارضة هي الركن الركين في النظم الديمقراطية.. إن المعارضة الوطنية تتمثل في المشاركة الإيجابية في الحكم من داخل النظام لتصحيح المسار دون هدم النظام.

إن المعارضة الوطنية ترمى إلى تحقيق الأهداف الكبرى والاستجابة لمطالب الجماهير بالوسائل المشروعة التي تراها وتنادى بها، وهى في معارضتها تتفق مع القائمين على الحكم في الأهداف وقد تختلف في الوسائل.. ولا تتحرج المعارضة الوطنية من الإشادة بالإنجازات الإيجابية لمن أحسن أحسنت وتنتقد ما تراه غير ذلك.

وقد تطالب المعارضة الوطنية بتشديد العقوبات على المتورطين في الأعمال الإرهابية والمحرضين عليها، ومنهم من سيطالب بإعدام من يدان في هذه التهم في مكان عام وأن يكون الإعدام رميًا بالرصاص توفيرًا للوقت والمال.. ومثل هذه المطالب تستوجب إصدار تشريعات قد لا تستجيب لها الإدارة الحاكمة.. وفى هذا المثال ما يعكس النشاط المعارض الذي يتفق مع الإدارة الحاكمة في الهدف ويختلف في الوسيلة.

وظهور المعارضة الوطنية التي تحرص على سلامة النظام قد لا تتحقق إلا بتشريعات يصدرها البرلمان القادم الذي يمثل التحدى الأكبر في خريطة المستقبل.

وهذا ما سينجح شعب مصر في اجتيازه، مثلما اجتاز ما سبق. 
الجريدة الرسمية