ننتظر الآن ذكاء الأسد!
كل التهاني ليس على فوز الرئيس الأسد في الانتخابات الرئاسية في سوريا فحسب..وإنما لانتصار سوريا العربية الحبيبة أيضا في معركتها مع الإرهاب وقرب هزيمتها للمؤامرة الأمريكية الصهيونية وانتصارها على مخطط تقسيمها وتركيعها وكسرها..دفعت سوريا العربية الثمن غاليا من دماء أبنائها ومن استقرارها..دفعته غاليا من أموالها التي لا يعرف أحد حتى اللحظة كيف صمدت رغم محدوديتها في قتال لثلاث سنوات متصلة دون أن تعلن إفلاسها ومن دون أن تستسلم ومن دون حتى أن تشكو..أو تشتكي!
للملحمة السورية حديث طويل قادم بإذن الله..لكن يبقى حديث اللحظة المشترك بين هنا وهناك..وبعيدا عن هنا وهناك.. وهو: كيف ستتعامل سوريا الحبيبة مع حلفها الوثيق مع إيران.. ومع حلفها المتين مع مصر.. في ظل ظروف الشد والجذب بين مصر وإيران وإصرار الأخيرة على مهاجمة ما يحدث في مصر الآن ؟ كيف سينجو الرئيس الأسد - والعالم يشهد لذكائه وللدبلوماسية السورية كلها - من عرفانه بالجميل لإيران وهذا لا ينكره أحد..وبين تطلعه لصفحة جديدة مع مصر بعد رحيل الإخوان من حكمها وعن حكمها؟ كيف سيتصرف الأسد مع دولة إقليمية كبرى تسانده وبين شقيقه كبرى آن أوان اتفاقهما معا؟
حاضر سوريا مع إيران لا شك في ذلك..لكن مستقبلها باليقين مع مصر..ونعم.. تعاون سوريا قوي مع إيران كصديق وحليف إستراتيجي..ولكن حضن سوريا ودفئها وأمانها مع مصر كشقيقه كبرى اختطفت سنوات طويلة وهاهي تعود لنفسها ومن الطبيعي أن تعود لأشقائها وفي القلب منهم سوريا..
إيران قادرة على دعم سوريا في مواجهة المؤامرة الخارجية..لكن مصر قادرة على إنهائها بالمرة..لا نقول أن تدير سوريا ظهرها لإيران..فهذا تقريبا من المستحيل حاليا ولا حتى في المستقبل القريب..وإنما ننتظر المعادلة التاريخية التي لا نعرف ملامحها حتى الآن.. رهاننا على ذكاء الأسد.. رغم ما في ذلك من تعقيدات بالغة الدقة والخطورة والحساسية..