رئيس التحرير
عصام كامل

تسلل «القاديانية» إلى الدول العربية.. تدعي أن الوحي نزل على مؤسس الحركة.. تنشط في مصر بشكل سري.. الفقراء هدف مريدي الحركة.. ومجمع البحوث الإسلامية يصفها بـ «الجماعة المرتدة»

حركة القاديانية -
حركة القاديانية - صورة أرشيفية

ظهرت منذ 3 أعوام في مصر ديانة تعرف بـ"القاديانية" وانكشفت مخططاتها بعدما ألقت أجهزة الأمن في أبريل 2010 القبض على مجموعة من أتباعها نسبت إليهم التحقيقات ممارسات وأفكارًا تخالف بشكل صريح الشريعة الإسلامية، ومنها اتخاذ مكان في منطقة المقطم لإقامة شعائر الحج، وإنكار الأحاديث النبوية وعدم جواز الصلاة خلف المسلمين.


وأفادت مذكرة الاتهام أن المجموعة نشرت أفكارًا متطرفة، منها الادعاء أن سيدنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ليس خاتم الأنبياء، وأن الوحي ينزل على مؤسس الجماعة ومن يخلفه، ومؤسس الجماعة هو غلام أحمد القاديانى، وتعتبره الطريقة المهدي المنتظر والمسيح الموعود، الذي سيبعث في نهاية الزمان من قبره بمدينة قاديان الهندية.

مذكرة الاتهام تفضح أنصار القاديانية 

كما فضحت المذكرة الكثير من معتقدات القاديانية؛ مثل إنكار الأحاديث النبوية لكونها تخالف معتقدات الجماعة، وعدم جواز الصلاة خلف المسلمين، واقتصار صلواتهم على مساكن عناصر الجماعة بالمقطم، وتكفير كل من لا يؤمن بأفكار الطريقة القاديانية.

وأشارت المذكرة أن فكر المجموعة يعتمد على مؤلفات مؤسس الجماعة واستخدام قناة MTA الفضائية في نشر هذا الفكر المغلوط، وأنها تعتمد في تمويلها على جمع التبرعات والاشتراكات الشهرية وتحصيل نسبة من دخل عناصرها، وتعقد اللقاءات الأسبوعية في حي المقطم لأداء صلاة الجمعة داخل إحدى الشقق، والاستماع إلى خطب أمير الجماعة الحالي عن طريق شبكة الإنترنت.

الآلاف ينتمون لها بشكل سري 

وتجدر الإشارة إلى أن هناك عدة آلاف ممن ينتمون لهذه الديانة في مصر ينشطون بشكل سري، في كافة محافظات الجمهورية، ويجدون في الشرائح الاجتماعية الأكثر فقرًا، تربة خصبة لنشر أفكارهم المشوهة وعقيدتهم الهجينة.

كما أنهم لا يتحركون بشكل عشوائي، بل وفقًا لمخططات محكمة كان آخرها ما تمخض عنه اجتماعهم في بيروت منتصف 2011، والذي ضم عددًا من قياداتهم في مصر وباكستان وإيران.

وكان الهدف واضحًا وضوح الشمس، ألا وهو بحث كافة السبل ليس لاختراق مصر، فقد فعلوا ذلك في السابق، ولكن لتعزيز وجودهم وتوسيع قاعدتهم في أرض الكنانة في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، ووضع خارطة طريق لتحركاتهم العلنية، مع اعتماد خطة سرية بديلة في حال تعرضت الأولى للفشل.

مجمع البحوث يعلن أنها مخالفة لصحيح الدين
 
ومع وصول التيار الإسلامي إلى الحكم عن طريق الرئيس المعزول محمد مرسي، تضاءلت فرص القاديانية في الانتشار باتباع الطرق العلنية، خاصة بعدما رفض مجمع البحوث الإسلامية الاعتراف بها بعد الثورة، بوصفها مخالفة لصحيح الدين، ومناقضة للعقيدة الإسلامية، فهي جماعة مرتدة عن الإسلام وليس لها أن تدخل مساجد المسلمين.

وفي الوقت الذي اتبعت فيه تلك الفرقة سبلا بعينها لنشر فكرها العَقَدى بشكل عام من خلال قنوات إعلامية مختلفة، ودشنت لها محطة فضائية تبث عبر النايل سات وهى قناة «mta»، وعددًا من المجلات والمواقع الإلكترونية، فإن الوضع اختلف داخل مصر بعد وصول الإسلاميين للحكم.

وانتقل القاديانيون إلى تنفيذ الخطة البديلة التي اتفقوا عليها في اجتماع بيروت، والتي تقضي باختفائهم تمامًا لينضموا إلى الخلايا الدينية النائمة التي تمارس نشاطاتها في سرية تامة؛ لاستحالة ممارسة عقيدتهم بحرية لاعتبارهم من الطوائف الخارجة عن الإسلام.

فلم يعد هدفهم الحصول على اعتراف من الدولة، بل ركزوا على خلق قاعدة واسعة من الأتباع، من خلال نشر أفكارهم ومعتقداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فبهذه الطريقة فقط يستطيعون فرض أنفسهم على الساحة فيما بعد، حينما تتجاوز أعدادهم حدًا معينًا.

وبالفعل بدأت أعدادهم في مصر تتزايد وتبلغ آلافًا، وإذا حسبنا فقط عدد زوار مواقع القاديانية من مصر حسب ما هو مسجل فيها، فإنه لا يقل عن 10 آلاف زائر، وأبرز تعليقاتهم يمجدون فيها خليفة المسيح الخامس «ميرزا» ويدعون له بالنصر.

الأحمدية تنكر أن النبي محمد آخر الأنبياء 

وجدير بالذكر أن القاديانية أو كما يسميها أتباعها "الأحمدية" وهي فرقة نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، في شبه القارة الهندية، ومؤسسها ميرزا غلام أحمد القادياني، نسبة إلى بلدة قاديان، في إقليم البنجاب في الهند، ووضع أسس جماعته عام 1889 عندما صرح أنه "المهدي المنتظر".

وأصدر الأزهر وغيره من المجامع الفقهية فتاوى بكفرها وردتها ومروقها من الإسلام، كما أنهم يرون أنفسهم حركة دينية تهدف لتصحيح الإسلام الذي يؤمنون به، في الوقت الذي أصدرت أغلب الدول الإسلامية فتاوي بتكفيرهم لما يدعونه من نبوة مؤسس الحركة الأول، وإنكارهم أن محمدًا - صلي الله عليه وسلم - هو آخر الأنبياء.
الجريدة الرسمية