رئيس التحرير
عصام كامل

خبير أثرى يفند مزاعم تسيفى إيلان عن جبل سرابيت الخادم.. ريحان:جبل نبى الله موسى بسيناء وليس بـ "كركوم"بـ النقب.. نقوش سرابيت الخادم أقدم أبجدية سيناوية في التاريخ.. أغراض سياحية وراء الادعاءات

فيتو


فند خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان ادعاءات عالم الآثار الإسرائيلى تسيفى إيلان التي نشرت على عدة مواقع بأن جبل سرابيت الخادم هو جبل موسى، ويؤكد ريحان أن الكتابة الموجودة بجبل معبد سرابيت الخادم هي الأبجدية السينائية المبكرة "البروتو سيناتك" الأبجدية الأم، والتي نشأت في سيناء بين القرنين 20- 18 قبل الميلاد في المنطقة، ثم انتقلت إلى فلسطين فيما عرف بالأبجدية الكنعانية، مابين القرنين 17– 15 قبل الميلاد حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية.


أضاف ريحان أن معبد سرابيت الخادم مصرى 100% ولم يطلق على سيناء أرض الفيروز من فراغ، بل لأنها كانت مصدر الفيروز في مصر القديمة، حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروز على صخور معبد سرابيت الخادم بسيناء، الذي يبعد 268كم عن القاهرة. 
السربوت
وقال إن السربوت يعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها، وهو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب، وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرين تنقش أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد، أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة.

ويؤكد ريحان أن جبل نبى الله موسى هو الجبل الحالى بالوادى المقدس طوى بمنطقة سانت كاترين، وهى المحطة الرابعة في طريق خروج بنى إسرائيل من مصر، التي تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التي ناجى عندها نبى الله موسى ربه، وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التي تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م ، وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها.
اهبطوا مصر
ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعاما آخر، بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام، وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى وهو شبيه بطائر السمان، كان النص القرآنى (اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم) البقرة 61 والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة، أيضًا فقد كانت شديدة البرودة ، لذلك ذهب نبى الله موسى طلبًا للنار ليستدفئ به أهله في رحلته الأولى لسيناء ( إنى آنست نارًا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) القصص 29.

ويوضح أن هذه المنطقة تحوى نبات العليق الذي لا يوجد في أي مكان آخر بسيناء أو بغيرهاـ وهو لا يزهر ولا يعطى ثمارا، وفشلت محاولات إنباته في أي مكان بالعالم، ما يؤكد أنها الشجرة التي ناجى عندها نبى الله موسى ربه شجرة العليقة المقدسة.
الشجرة المقدسة
ويشير إلى أن المسيحيين لم يسيطروا على الجبل ويبنوا عليه ديرهم كما إدعى العالم الإسرائيلى، بل نشأت الرهبنة بسيناء تبركًا بهذه الأماكن المقدسة التي سار بها نبى الله موسى، وقد بنت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة صغيرة في القرن الرابع الميلادى بوادى العليقة الملتهبة عند الشجرة المقدسة، وبنى الإمبراطور جستنيان دير طور سيناء في القرن السادس الميلادى، وضم إليه الكنيسة القديمة، وأطلق على الدير دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادى بعد قصة سانت كاترين الشهيرة وجاء المسلمون في العصر الفاطمى فبنوا جامعًا في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله عام 500 هـ 1106م داخل الدير تبركًا بالجبل المقدس.
وثيقة الدير
ويضيف أن هناك وثيقة موجودة بدير سانت كاترين رقم 224 كتبت عام 883م تؤكد أن جستنيان لم يكن في نيته بناء الدير قرب العليقة المقدسة ، فهناك كنيسة من القرن الرابع الميلادى تبركًا بالمكان ولكن أراد بناء الدير فوق قمة جبل موسى نفسه، ما يؤكد معرفته بالجبل منذ ذلك الوقت، ولكن المندوب الذي كلفه جستنيان بذلك خالفه لاستحالة بناء الدير فوق جبل موسى، لعدم توفر مصادر المياه وبناه في الموقع الحالى بجوار شجرة العليقة المقدسة، وكان جزاء هذا المندوب هو الإعدام لمخالفة أمر جستنيان، ويصحح خطأً تاريخيًا للعالم الإسرائيلى بأن دير سانت كاترين لم يبن عام 527م، بل بنى من عام 548 إلى عام 565م ؛ لأنه أنشأه لتخليد ذكرى زوجته المحبوبة ثيودورا التي ماتت عام 548م ، ومات جستنيان عام 565م واستحالة بناء الدير قبل وفاة زوجته، وهذا الخطأ التاريخى يؤكد أن كل ما ذكره العالم الإسرائيلى لا يستند على أسس تاريخية أو أثرية.
أغراض سياحية
ويوضح د. ريحان أن هذه الادعاءات لها أغراض سياحية، وقد سبق ذلك ادعاء العالم الإسرائيلى عمانويل أناتى بأن الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام، وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل "كركوم" الموجود في صحراء النقب، وليس جبل الطور الموجود في جنوب سيناء، وادعى أناتى أن قساوسة الفاتيكان تقبلوا نظريته، ويستعدون الآن لتغيير وجهة المقدّسين المسيحيين إلى جبل كركوم، ولم يحدث هذا بالطبع لأن الحقائق الأثرية هي الثابتة والمؤكدة والملموسة دائمًا، وقد حقق د. ريحان أثريًا طريق رحلة نبى الله موسى بسيناء، وهى أماكن مباركة لكل الأديان، وأقسم سبحانه وتعالى بجبل الطور، وبيت المقدس، ومكة المكرمة.
الجريدة الرسمية