رئيس التحرير
عصام كامل

والسيسي شكر حمدين..وحمدين هنأ السيسي!


بعيدا عن تفاصيل التفاصيل..ومن سعي عند من.. ومن تدخل عند من.. النتيجة النهائية أن أول كلمة للرئيس السيسي بعد الإعلان عن فوزه تقدم فيها بالشكر لمنافسه حمدين صباحي..وأيضا في يوم إعلان النتيجة قدم حمدين صباحي التهنئة للسيسي.. كل منهما تصرف بما يليق به..اليوم يعلن كل منهما عن نفسه من جديد..الرئيس يؤكد أنه سعيد بالمنافسة الحرة الشريفة وأنه يقبل ويرحب بها..أي يقبل المعارضة والاختلاف في الرأي ويقبل الرأي الآخر! وحمدين يؤكد جدارة السيسي بالموقع الرفيع..ويتصرف مع الموقف كقائد سياسي كبير ومتحضر..

السؤال الآن: ما رأي السبابين الشتامين من كلا الفريقين فيما جري؟ هل كان هؤلاء وأولئك على خطي من يحبون ؟ هل اتخذوا قياداتهم قدوة وأسوة حسنة ؟ هل تعلموا منهم أي شىء؟.

وبعيدا عن الجدل عن من بدأ السباب والشتائم ومن قام بالرد..وبعيدا عن من كان السبب ومن كان مسئولا عن رد الفعل..وبعيدا عن من محسوب هنا على هذا المرشح بينما الآخرون غير محسوبين على المرشح الآخر..وبعيدا عن كون ما جري من أصول المجاملات البروتوكولية الشكلية ليس أكثر..وبعيدا عن كل ذلك وغيره..إلا أنه آن الآوان أن يبتعد الهيستيريون عن المشهد..

آن الآوان أن ينسحب من المشهد المراهقون السياسيون ومستخدمو حناجرهم في التفكير وليس عقولهم..آن الآوان أن يحترم الأغبياء أنفسهم ويتركوا الساحة للعقلاء من الذين ينيرون الطريق لمن يحبونهم وليس من يشعلون أمامهم وحولهم الحرائق في كل مكان..آن الآوان أن يعرف كل شخص حقيقة ومستوي قدراته الذهنية والثقافية والحركية وحجم قدرته على التحليل والتنبؤ وأن ينسحب فورا أصحاب القدرات الضعيفة في كل ذلك..والأهم: أنه آن الآوان أن يستعد الجميع للمشاركة في بناء هذا البلد على أساس واحد ووحيد وهو القدرة على العطاء مع الكفاءة والسمعة الحسنة..والقدرة الدائمة على الفرز..ليكون العملاء والأغبياء والجهلة..بعيدا عن أي دعوة وبعيدا بين ذلك كله..عن أي حساب!.
الجريدة الرسمية