بالفيديو والصور.. "التكية" التقرب إلى الله بالطعام.. أنشأتها الدولة الأيوبية والعثمانيون تكفلوا بالإنفاق على الدروايش.. وتعود للظهور في مولد الحسين.. "مريدة": إطعام محبى آل البيت "طاعة"
جالسون على حصير على الأرض، أمامهم عدد من "الطبليات" يتم وضع الأكل عليها، فيأكلون ويشربون دون أن يدفعوا مليما واحدا، بعدها من أراد منهم النوم فلينم ومن أراد الذهاب فله ذلك.. أنت هنا في التكية.
الأصل التاريخى
التكايا التي انتشرت خلال الأيام الماضية بجوار مسجد الحسين أثناء الاحتفال بالمولد الحسينى، يعود أصلها إلى العصر الأيوبى، حينما كان اسمها في أول الأمر "الخانقاه" وقد تم إنشاؤها خصيصا للمتصوفين المنقطعين للعبادة فقط، وكانت تقام فيها دروس العلم والفقه، حتى جاء العصر العثمانى وهو العصر الذي ارتبط بالتكية كثيرا، خاصة أن التكية بدأت تأخذ شكل المدارس، فكان يشرف عليها بعض المشايخ والفقهاء، وتعطى الشهادات ولكن بدأ دورها في الانحسار حينما تحولت إلى مأوى للعاطلين.
وكانت الدولة العثمانية تتكفل بكافة مصاريف الدراويش والتنابلة الساكنين في التكية؛ لمساعدتهم على التفرغ للعبادة، بالإضافة إلى دفع رواتب المشايخ والفقهاء الذين يقومون بالتدريس فيها، حتى اشتهر منها تكية السليمانية التي أنشأها الأمير العثمانى سليمان باشا بالسروجية، والتكية الرفاعية وتخص الطريقة الرفاعية.
وكان للتكية حسب علماء العمارة شكل محدد في العصر العثمانى، فكانت تتكون من فناء واسع يجلس فيه المتعلمون، بالإضافة إلى بعض الأعمدة التي يلتف حولها بعض المشايخ في حلقات علم، بالإضافة إلى حجرات سكنية يقيم فيها المتصوفون بعد انتهاء يومهم.
العودة في الموالد
استمرت التكية التي يعود اسمها وفقا لبعض علماء التراث إلى فعل أتكأ أو استند، عدة قرون ثم اختفت، وأصبحت لا تظهر إلا في الاحتفال بموالد آل البيت.
وخلال احتفالات الصوفيين بمولد الحسين والتي استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم؛ انتشرت التكايا حول المشهد الحسينى في عدد من الخيام، احتلها عدد من محبى آل البيت، كما يطلق عليهم، ويقوم على خدمتهم عدد من الأشخاص، ويتوسط التكية رجل أو أمراة هم متكفلو هذا المطعم الدائم.
وكما يقول أحد المسئولين عن أحد التكايا رفض ذكر اسمه، أن إقامته للتكية خلال هذا العام كان من أجل الإيفاء بالنذر الذي قطعه على نفسه حال شفاء ابنته وهو ما حدث وبالتالى وجب تنفيذ النذر.
وتابع أن المسئولين عن تلك التكايا في العادة هم أصحاب نذر يريدون تنفيذه، أو مشايخ الطرق الصوفية التي تحرص على إطعام محبى آل البيت كدليل على تواجد تلك الطرق الصوفية ورعايتها لمحبي آل البيت كما تعودوا دائما
المحبون بصدق
إحدى السيدات التي تواجدت منذ صباح اليوم في الحسين، والقادمة من محافظة أسيوط أكدت أن رعايتها لمحبى آل البيت كانت بناء على رؤية لسيدنا الحسين، الذي دعاها إلى المجيء إلى مسجده، وإطعام محبيه، واصفة إياهم بأنهم "العلماء رغم مظهرهم البسيط وهم المحبون لآل البيت بصدق"
وتابعت أن ما تفعله هو تقرب إلى الله وآل بيته بإطعام محبى آل البيت، حتى ولو كان الطعام المقدم لهم بسيطا فهو دليل على بساطة هؤلاء القوم خاتمة " الأكل في رحاب آل البيت يكفى أي شيء"