مسرحية هزلية وإخراج سيئ
كنت أتمنى أن تلجأ الداخلية ووزيرها إلى مؤلفين ومخرجين محترفين أمثال خالد يوسف وبلال فضل وغيرهما، حتى تخرج مسرحية المسحول حمادة صابر الذى عرى قبل سحله أمام الاتحادية يوم جمعة الخلاص متوافقة مع أصول الكتابة والإخراج، لقد هددوه هو وعائلته إلى الحد الذى جعله يعتذر للداخلية؛ لأنه أتعبهم من كثرة الضرب والركل الذى ناله منهم.
مَن هؤلاء السفلة الجبناء الذين قاموا بهذا العمل الجبان؟ ومن هو الذى تجرد من الإنسانية والأخلاق والقيم والدين فأعطى لهم الأوامر لممارسة هذا الإرهاب.
لم يتعر حمادة صابر وحده، ولكن ما تعرى أيضا هو النظام والحكومة والجماعة التى تحكم 58 مليون مصرى، إن هذا المنظر البشع الذى بثته الفضائيات يكفى لأن نلعن اليوم الأسود الذى ابتلينا فيه بحكم مرسى وحكم الإخوان، وحكم رئيس وزراء يسمح لوزير داخليته بممارسة هذا الإرهاب والهوان الذى أصبحنا نعيش فيه.
يا فرحتنا يا مصريين، لقد قرر السيد وزير الداخلية التحقيق فى هذا الأمر ومحاسبة من قام بهذا العمل المشين، نحاسب من يا سيادة الوزير؟ حاسب نفسك أولًا.. حاسب ضميرك.. حاسب أخلاقك وقيمك، تبعه السيد المتحدث الرسمى لوزارة الداخلية وانحصر دفاعه بأن الداخلية الآن تعترف بأخطائها.. خلاص انتهى الموضوع بالاعتراف. لن نلوم حمادة صابر بعد أن غيّر أقواله فاعترف بالحقيقة، فمن يدرى بماذا هددوه وبماذا هددوا زوجته وأولاده.. تغير الأمر فأصبح أقرب إلى العقل والمنطق.
نحن نعيش تحت حكم تغتصب فيه النساء ويعرى ويسحل فيه الرجال، وتداس فيه كرامة المصريين.. كل المصريين بالأقدام.
لقد قامت الثورة على مبادئ ثلاثة: عيش.. حرية.. كرامة إنسانية، فأصبح العيش يصرف بالبطاقة.. والحرية تكبل.. والكرامة الإنسانية تسحق بالأحذية، إنها أسوأ العصور التى مرت على المحروسة.
أين أنتم يا جمعيات حقوق الإنسان.. ماذا ستفعلون، هل ستكتفون بالمساجلات والاستنكار والمحاورات على شاشات الفضائيات، أم أنكم ستقومون بدوركم الآن..؟