رئيس التحرير
عصام كامل

لا تنتظروا خيرًا من الأمريكان


اليوم ستعلن لجنة الانتخابات الرئاسية النتائج النهائية الرسمية لهذه الانتخابات، وسوف يكون لدينا رئيس جديد انتخب، وفور حلف اليمين سيمارس مهام منصبه.. والبعض منا ينتظر أو يتوقع أن تقبل أمريكا بحكم برجماتيتها ذلك وتتعامل مع الرئيس المصرى المنتخب وتقبل بالوضع السياسي الجديد في مصر وتعود العلاقات المصرية الأمريكية إلى سابق عهدها.


لكن قد تكون هذه التوقعات مفرطة في التفاؤل أو تفتقد الدقة.. فمن سمع خطاب أوباما الأخير سوف يكتشف أن إستراتيجية أمريكا تجاهنا وتجاه العالم لم تكن تتغير، وربما يحدث بعض التغيير التكتيكى، لكن السياسات العامة الإستراتيجية الأمريكية لم تتغير وستبقى.. وستحاول أمريكا تنفيذها بوسائل وآليات أخرى.

فالرئيس الأمريكى الذي قدم نفسه في بداية حكمه كرسول سلام أمريكى مع العالم كله، خاصة منطقتنا العربية كشف عن حقيقة أمره في خطابه عندما تحدث بذات الطريقة والمنهج والأسلوب بل والمفردات التي كان يستخدمها سلفه جورج بوش الابن الذي كان يحكم باسم المحافظين الجدد.

فهاهو يعود بنا إلى سنوات سابقة ويستخدم ذات المصطلحات التي بشر بها المحافظون الجدد عن القرن الأمريكى الجديد.. إن أوباما يتحدث بل يؤكد أن القرن الجديد سوف يكون أمريكيا بالحروب المباشرة، التي ادعى أنه جاء في بداية حكمه لينهيها، أو بالتدخل السياسي من خلال ما يسمى بمنظمات المجتمع المدنى أو الحركات أو المجموعات بل وحتى الأفراد.

هذا يعنى أن أمريكا لن تكف عن محاولات تدخلها وعبثها في بلادنا خاصة أن أوباما تحدث عن ممارسة ضغوط علينا لتحقيق ما يراه ويعتبره إصلاحا سياسيا.. لذلك لا تنتظروا خيرًا من الأمريكان.

الجريدة الرسمية