كاتب أمريكي: واشنطن تستطيع حمل إسرائيل على إرادة السلام
رصد الكاتب الأمريكي أندرو باسيفيتش، الكثير من اللغط عقب انهيار مساعي وزير الخارجية جون كيري، على صعيد تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ونوه في مقال نشرته صحيفة «بوسطن جلوب» الأمريكية الإثنين، عن أن الطرح السائد الآن هو أنه طالما كانت بنود اتفاقية السلام المزمعة معروفة للجميع، فلم لا توقع الأطراف المعنية وينتهي الأمر؟ وإذا كانت نهاية اللعبة واضحة: دولتان تتعايشان جنبا إلى جنب، وتنسحب إسرائيل إلى ما قبل حدود 1967، ويقبل الفلسطينيون عوضا عن حق العودة، بالإضافة إلى بعض الترتيبات حول القدس- فلم لا يطوي الجانبان صفحة الصراع ويبدآن في السير على صعيد السلام؟.
ورأى «باسيفيتش»، الذي يعمل أستاذا للتاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن أن هذا الطرح لا يتسق مع حالة الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ إذ أنه يتحدث عن اتفاق بين طرفين متكافئين، مؤكدا أن هذا التوصيف ربما يناسب العلاقات بين النرويج والسويد على سبيل المثال.
وقال «في عالم السياسة، دائما ما تحدد القوة النتائج، لكن هذه القوة عادة ما تكون نسبية..وفي حالة الإسرائيليين والفلسطينيين يبدو التفاوت في القوة كبيرا وليس مصادفة؛ فقد كان من الواضح حتى قبل إعلان دولتهم، أن الصهاينة يسعون إلى امتلاك قوة كبرى وقد نجحوا في مسعاهم: إن إسرائيل اليوم تمتلك جيشا إقليميا قادرا وأسلحة نووية ووسائل توجيهها، كما أن القوة العظمى عالميا تقف إلى جانبها.. في المقابل لا يدعي الفلسطينيون أي وجه للمقارنة».
ومن هنا يرى «باسيفيتش»، أن عملية السلام بالنسبة للإسرائيليين لا تعني تسوية الخلافات عبر التراضي والأخذ والرد، إنما هي بمثابة آلية للتكريس الأبدي لحقوق اكتسبتها إسرائيل بشق الانفس.
وأعاد الكاتب إلى الأذهان تصريحا كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أدلى به قبل أعوام ملخصا رؤيته لعملية السلام «لو أننا حصلنا على ضمان بنزع السلاح..إننا مستعدون لإبرام اتفاق سلام حقيقي إذا كنا نتحدث عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش جنبا إلى جنب مع الدولة اليهودية»، وأشار باسيفيتش إلى أن نتنياهو لم يقل «إذا نزع الفلسطينيون أسلحتهم فسنقتدي بهم»؛ لما يمثله ذلك من قمة الحماقة في أعين معظم الإسرائيليين.
وعليه فإن السلام عند الإسرائيليين يعني اتفاقا بين مُلتمِس ومُتفضِّل.. بين طرف ضعيف ينفذ مطالب الطرف الآخر الأقوى.. سلام ينطوي على رضوخ.