هيا بنا نلعب.. معارضة !
الاشتراكيون
الثوريون يدعون إلى تحالف ثوري لمواجهة السيسي..
6 أبريل تتحدى
وتطالب بتوحد القوى الثورية ضد السيسي.. التيار الشعبي يقول إنه سيقود تحالفاً من
عدة أحزاب وحركات لتأسيس جبهة معارضة كبيرة وقوية..وأخيرًا..الإخوان يعلنون تشكيل
"تمرد 2" لاسقاط السيسي ويقولون إنهم سيبدأون في جمع التوقيعات !.
بعيدًا
عن التهريج في دعوة الإخوان..وربما التهريج في دعوتي الاشتراكيون و6 أبريل.. نبقى
في انتظار إما تعريف علمي لمعنى المعارضة..أو نبقى في انتظار فهمها واستيعابها بدقة..فالأحزاب
تعارض الحكومات والأنظمة لأنها تختلف معها..وتختلف معها حين تتبنى سياسات لا
ترضيها..وتتبنى سياسات لا ترضيها حين تعبر في الحكم من خلال انحيازاتها واختياراتها
عن مصالح فئات أخرى..فعندما - مثلاً – ينحاز النظام الحاكم للجماهير العريضة بأغلبيتها
الكاسحة يكون من المنتظر أن تكون قوى اليمين - المدني والديني - في المعارضة..والعكس
صحيح..
فعندما
يحكم النظام الحاكم باقتصاد السوق وقوانين العرض والطلب وتحجيم دور الدولة في
المجتمع ورفع يدها عن الكثير مما يعتبره البعض من واجباتها الأساسية..عندئذ يكون
منطقياً أن تكون أحزاب اليسار والحركات الاشتراكية هي التي في المعارضة..ويكون
الشعار: "قل لي من أنت"..أي كيف ستحكم "حتى أحدد موقفى
منك"..أي من السلطة! ولذلك نفهم أن يكون دعم حزب الدستور لحمدين صباحي ليس إلا
موقف مبدئي أو تحالف سياسي قصير الأمد..لكن أن يتحول إلى تحالف سياسي إستراتيجي
وهما على النقيض اجتماعياً وسياسياً.. فهي دعوه لا تتسق مع منطق الأشياء ويحكمها
الحماس والانفعال أكثر من أي شيء آخر..!
وهكذا..نحتاج
الرشد في كل شيء..والوعي في كل شيء..وخصوصاً في العمل السياسي..الذي يحتاج كما تحتاج
الحرب تمامًا..وأولها - وقبل اتخاذ أي قرار - الإجابة عن الأسئلة المهمة وهي: من
نحن ؟..ومن الآخر ؟..وأين نحن؟.. وأين الآخر ؟..وماذا لدينا ؟.. وماذا عند الآخر ؟!