رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة أمريكية عن تحديات الرئيس الجديد: «سد النهضة» أزمة كبيرة وعلى القاهرة التدخل عسكريا إذا لزم الأمر.. دعم مصر «حفتر» يُرهق الجيش ويجب إغلاق الحدود مع ليبيا.. وموسكو لن تكون بديل

سد النهضة - صوره
سد النهضة - صوره ارشيفيه

قال معهد «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي، إن الناخبين في مصر حين أدلوا بأصواتهم الأسبوع الماضي، في الانتخابات الرئاسية كانوا يشعرون بقلق بالغ إزاء السياسة الخارجية لبلادهم.


وذكر المعهد الأمريكي في دراسة نشرها على موقعه الإلكتروني، اليوم الإثنين، أن التحديات الخارجية لمصر تتزامن مع عدد من الأزمات المحلية الأخرى التي تلوح في الأفق، ومن أهمها مشكلة نقص الوقود.

إهمال السياسة الخارجية
وقال دانيال نيسمان، الذي أعد الدراسة، أحد كبار المحللين في المخاطر الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، إن الحملات الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي، أهملت ملف السياسة الخارجية، مشيرا إلى أن الرئيس القادم سيضطر إلى التعامل مع تحديات عديدة على طول حدود البلاد، وفي جميع أنحاء المنطقة، لأن هذه التحديات تهدد استقرار البلاد بقدر لا يقل عن المشاكل الداخلية الحالية.

سد النهضة
واهتم المحلل الأمريكي بوصف المشير عبد الفتاح السيسي قضية سد النهضة بأنها «مسألة حياة أو موت»، وقال: «السيسي على حق.. مشروع سد النهضة الإثيوبي يمكن أن يهدد إمدادات المياه بشكل ملحوظ إلى مصر، لا سيما إذا قررت إثيوبيا تخزين المياه لديها».

وأضاف: «مصر تتلقى 90 في المئة من احتياجاتها من المياه من نهر النيل، ولهذا السبب وحده لا ينبغي أبدا أن تتخلى القاهرة عن الخيار العسكري إذا اتجهت إثيوبيا لتحويل مياه النيل بشكل يؤثر على مصر».

عدم الاستقرار في ليبيا
وشملت الدراسة الوضع في ليبيا وتأثير الأحداث على مصر، وقال دانيال نيسمان: «ثلاثة سنوات يجرى خلالها تهريب الأسلحة الليبية وتسلل الجهاديين، تدفع مصر إلى مواجهة التهديدات الأمنية على حدودها الغربية».

وأوضح أن مصر يمكن أن تتجه للتدخل في ليبيا، وبذلك هي تخاطر باستنزاف موارد الجيش الذي لا يزال يخوض حربا مع الإرهاب في سيناء، والحفاظ على الأمن في المدن الكبرى.

ورأى المحلل الأمريكي، أن دعم مصر للواء خليفة حفتر، قائد «عملية الكرامة» ضد خصومه في ليبيا، ينطوي على خطر زيادة الصراع الليبي، ومزيد من غضب الإسلاميين المتشددين في جميع أنحاء المنطقة ضد الحكومة المصرية، مشيرا إلى أن الرئيس الجديد يجب أن يعمل على إغلاق الحدود الليبية مع مصر.

الغرب واستقرار مصر
وذكر «نيسمان»، أن الغرب وروسيا والعالم العربي لديهم مصالح كبيرة في الحفاظ على الاستقرار في مصر، وسيضطر الرئيس الجديد لتقديم تنازلات وإصلاح الأضرار التي لحقت بسمعة البلاد منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.

وأشار إلى أن «السيسي وهو نفسه كطالب سابق في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، يعرف أنه حتى روسيا لا يمكنها ملء فراغ واشنطن».

الجريدة الرسمية