رئيس التحرير
عصام كامل

الحب فى زمن الـ«فيس بوك»

 الحب فى زمن الفيس
الحب فى زمن الفيس بوك

الحب فى زمن الكوليرا، رواية للكاتب الكولومبى جابرييل جارسيا ماركيز، حازت إعجاب العالم، وعلى غرار تلك الرواية أسس عدد من الشباب صفحة لرصد أهم التغيرات التى طرأت على قصص الحب بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعى، وفى مقدمتها «فيس بوك»، فالخطابات أصبحت رسائل "انبوكس" واستخدم الشباب زر "لايك" لإبداء إعجابهم، حتى إن سؤال أنت مرتبطة الذى كان يخجل البنات فى الماضى أصبح يرد عليه: ليه عندك عريس؟.. ما تشيل أنت. "فيتو كافيه" رصدت تعليقات الشباب..

هشام المتبولى: شعورى فى الفلانتين زى شعور حرف "ذ" فى الكيبورد.
أحمد رضا: كنت زمان تسأل أى بنت مش مخطوبة هو أنتى مخطوبة ؟ كانت ترد: لسه ربنا مأذنش وعينيها فى الأرض ووشها يحمر ويخضر.. دلوقت بقى: ليه عندك عريس.. إيدى على كتفك.. طيب ما تشيل أنت.
غادة عبد العال: لما أبقى باتفق مع راجل محترم كده على معاد شغل وأقول له يوم ١٤ يقوللى لأ مش هابقى فاضى عشان الفالانتاين.. ينفع كده طيب؟.. حد يفهمه غلطه طيب أنا مش هاكلمه.
فايز المحلاوى: اللى هيلبس أحمر ويحتفل بـ «عيد الحب» هيجلدوه، اللى هيلبس أسود هيحبسوه، اللى بيلبس كفن أبيض بيشهروا بيه ويشوهوه، ناقص بس النسر يمشى ويحطوا مكانه بومه، هم يضحك وهم يبكى.
أحمد الصباغ: أحبته من أول "إضافة" وأصبح يومها يبدأ مع أول "كومنت" له فى بروفايلها.. فيدخل نسيم الصباح من شباكها.. وتتنفس السماء عطرا كلما طبع على وجنتيها "لايك".. أصبحت تشتاق إليه وهو لم يزل بين يديها فى "الشات".. ونمت صداقتهما من البروفايلات.. إلى الشوارع الفرحانة بلقائهما.. حتى أتى اليوم الذى أدرَكَت فيه أنه شخص سريع الغضب.. وأن الطيبة التى تملأ ملامحه تخفى وراءها حليما.. عنيف - إذا غضب - لدرجة القسوة.. ولم تدر أنها أغضبته بحق.. إلا حينما ضغط على زر "ريموف".. فلم تسارع بإصلاح ما أفسدته.. لكنها حولت غضبه إلى سخط.. فلم يكتفى "بالريموف" وإنما أرضاه "البلوك".. فعاودت الظهور فى حياته بشخصية جديدة.. وبنت جديدة.. واسم جديد.. وبروفايل جديد.. وصورة جديدة.. فتقبلها بقبول حسن وأنبتها بين كفيه نباتا حسنا.. وصارت تحكى بلا خجل ما كانت تخجل منه.. وتبث إليه اشتياقها بلا قيود.. حتى أتى اليوم الذى أدركت أن حياتهما الثانية ستظل تائهة فى الفضاء الإلكترونى إلى الأبد.. وستموت لو يوما هبطت إلى الشوارع الفرحانة.
الجريدة الرسمية