رئيس التحرير
عصام كامل

صراع أجيال واختلاف تفكير

فيتو

عندما تتحدث مع من يكبرك في السن عما حدث في مصر في الفترة الأخيرة تكتشف عدة أمور تفتح لك مجالا لكتابة آلاف المواضيع..

أولها وأبرزها تفاوت الفكر والنظر للمستقبل، فهو ينظر للمستقبل على أنه يتمثل في توفير حياة مستقرة ولقمة عيش لأبنائه -يوميا- ولا ينظر للحرية كيف تكون وكيف تكتسب..

أما الشاب فلا يحمل المسئوليات على عاتقه وربما يجد من يصرف عليه ويوفر له كل ما يريد. 
في مرة كنت عائدا من الجامعة إلى بيتي فناقشت رجلا كبيرا في السن..

نظرة كل منا مختلفة، فأنا أبحث عما يعدني بمرتب أكبر وفرصة عمل أفضل حتى أستطيع أن أصرف على أولادي الذين هم من نفس عمركم ليصبحوا مثلكم أما أنتم في ريعان شبابكم تبحثون عن حرية بمنظوركم أنتم ولا تنظروا لجوانب أخرى هي أساس الحرية
فأين تكون الحرية وأنت لا تملك قوت يومك..؟

أين تكون الحرية ولا تستطيع أن تصرف على أولادك لتعلمهم أو تعالجهم أو تشترى لهم ما يتمنونه، أين تكون الحرية عندما لا تستطيع أن تحقق لهم المساواة مع أبسط زملائهم في الأكل والملبس وغيره..؟

اقتنعت بكلامه بشدة وأدركت -فعلا- أن نظرة كل منا مختلفة -تماما- وأن هناك فرقا شاسعا في التفكير ربما سنصل لنفس هذا المستوى عندما نبلغ أعمارهم..

نسيت أن أسأله: هل -الآن- يشعر بالراحة في ظل ما يحدث وهو يعرف كيف ستنتهي الأمور ونسيت أن أسأله هل من يردد ذلك عندما كان شابا -أيضا- لم يكن يطمح ليحقق أحلامنا التي نريد تحقيقها الآن، إن فشلتم انتم في تحقيقها فادعمونا لعل لله يوفقنا في ذلك ولا تكون عبءا علينا ننظر إليه دائما..
الجريدة الرسمية