رئيس التحرير
عصام كامل

تواصل الانتهاكات بمعتقل جوانتانامو.. المنظمات الحقوقية تغض الطرف.. السجناء محرومون من الحقوق القانونية.. يتكلف 150 مليون دولار سنويًا.. وأوباما يخلف وعده بإغلاقه

 الانتهاكات بمعتقل
الانتهاكات بمعتقل جوانتنامو

حير معتقل "جوانتانامو" العالم وخاصة المجتمع المصري، لما يجد من انتهاكات عديدة لا حصر لها، بالرغم من تدخل الولايات المتحدة الأمريكية السافر في شئون البلاد، متخفية وراء ستار "حقوق الإنسان" التي لم تجد مكانا بأمريكا، وخاصة في معتقلها الذي ادعت سعيها لإغلاقه، إلا أنه مفتوح على مصراعيه حتى الآن.


أمن أمريكا وقطر
 الرئيس الأمريكي، باراك أوباما قال:" إن الولايات المتحدة الأمريكية تلقت تأكيدات من قطر بأنه سيتم اتخاذ تدابير من شأنها حماية أمننا القومي ، مقابل مبادلة خمسة معتقلين بجوانتانامو للإفراج عن الرقيب بالجيش الأمريكي، بوي بيرجدال".

وأضاف أوباما لدى استقباله عائلة الرقيب بالبيت الأبيض: "أنا ممتن للعمل الدءوب الذي يقوم به الدبلوماسيون، ولتعاون الحكومة القطرية ومساعدتها بتأمين إطلاق سراح "بوي".. عملنا لسنوات عديدة من أجل الوصول إلى هذا الهدف، وتمكنت بداية الأسبوع الجاري من شكر أمير قطر لقيادته ومساعدتنا على إتمام هذا الهدف."

وكشف مصدر  أن المعتقلين الخمسة بجوانتانامو هم: "خيرالله سعيد، والي خير خوا، وملا محمد فضل، وملا نورالله نوري وعبدالحق، ومحمد نبي عمري."

وكشف مصدر آخر بوزارة الدفاع الأمريكية لـCNN إن طائرة عسكرية من نوع C-17 غادرت المطار العسكري بجوانتانامو، وعلى متنها المعتقلين الخمسة إلى قطر، ويشار إلى أن الرقيب الأمريكي محتجز لدى طالبان بأفغانستان منذ يونيو 2009.

قاعدة أمريكا
وتعود قصة جوانتانامو، إلى كونها قاعدة عسكرية منذ استخدامها من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، كمعتقل لقيادات وأعضاء تنظيم القاعدة، إبان الحرب على الإرهاب بأفغانستان، لتفكيك التنظيم وحركة طالبان التي تستضيفه.

كما تعود تلك القصة لتلك المنشأة الواقعة جنوب شرقي كوبا على ساحل خليج جوانتانامو"القاعدة" والتي تمتد على مساحة 45 ميلا مربعا، منها 17 ميلا تشترك في الحدود مع كوبا، وتستأجرها أمريكا من حكومة الجزيرة الشيوعية منذ 1903 مقابل 4085 دولارا سنويا، باتفاقية تأجير لا يمكن فسخها سوى باتفاق الطرفين.

150 مليون دولار تكلفة جوانتانامو
تتكلف إدارة المنشأة العسكرية، التي يعمل بها نحو 6 آلاف مدني وعسكري ومتعاقد وزارة الدفاع الأمريكية قرابة 150 مليون دولار سنويا.

وزعمت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش (2001 – 2009)، أن القاعدة العسكرية تقع خارج الأراضي الأمريكية، ما يعني بأن المعتقلين هناك غير مكفولين بالدستور الأمريكي، كما إن إطلاق صبغة "عدو مقاتل" يفضي لحرمانهم من بعض الحقوق القانونية.

وتعهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بعد توليه الرئاسة في 2009 بإغلاق المعتقل خلال عام واحد، إلا أن جوانتانامو لا يزال مفتوحا بعد خمس سنوات، وتتحفظ فيه إدارته على 154 معتقلا، وكان 7 من المعتقلين لقوا مصرعهم إبان فترة احتجازهم.

وفي عام 1903 أجرت جمهورية كوبا الجديدة 45 ميلا مربعا من الأرض في خليج جوانتانامو لأمريكا، بغرض بناء محكمة بحرية في بنائها عقب توقيع الاتفاقية، ثم وقعت الدولتان عقدا دائما لتأجير المنطقة في عام "1934" مقابل 4085 دولارا سنويا.

انتهاكات أمريكا
تعددت انتهاكات الولايات المتحدة الأمريكية، ورفعت قاضية أمريكية حظرا مؤقتًا، أصدرته الأسبوع الماضي، بوقف التغذية القسرية عن معتقل سوري بسجن جوانتانامو العسكري في خليج كوبا.

وأوضحت القاضية جلاديس كيسللر، بأن المحكمة لم تجد أمامها مناصا سوى إعادة إطعام السجين محمد أبو وائل دياب قسرا، خشية "موته"، مضيفة: "المحكمة أمام خيار صعب، وهو تجديد الحظر المؤقت رغم الاحتمال القوى لوفاته، لأنه أبدى رفضا مستمرا للأكل والشرب، بجانب رفضه الموافقة باتخاذ تدابير طبية تبقيه على قيد الحياة، لكن بتكلفة غالية من الألم الشديد والمعاناة".

وتابعت: "ببساطة لا يمكن للمحكمة أن تدع دياب يموت"، وكانت كيسللر أمرت، الأسبوع الفائت، بوقف التغذية الإجبارية عن دياب، الذي طالب بوقف إطعامه بالإجراء الذي أسماه "التغذية الإجبارية التعسفية."

وتحتجز الإدارة الأمريكية دياب " 42 عاما" في المنشأة العسكرية المخصصة للمشتبهين بالإرهاب من عناصر طالبان والقاعدة، منذ أكثر من عشرة سنوات، والذي اعتقل في باكستان عام 2002.

ولم تكن تلك الواقعة هي الأولى من نوعها وزاد عدد المضربين عن الطعام في عام 2013 إلى 102 مضرب، أخضع 30 منهم للإطعام قسرا عبر الأنابيب.

وقدم تقرير إلى اللجنة العسكرية بمجلس الشيوخ تفاصيل الأساليب المستخدمة لاستجواب محمد القحطاني، المشتبه بكونه الخاطف العشرين في هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على أمريكا، بعد إجباره على ارتداء حمالة صدر والرقص مع رجل، إلا أن المحققين قالوا:"أن ذلك لا يعتبر عملا مخالفا ولا يرقى لوصفه كمعاملة غير إنسانية."

انتهاكات للإعلام
وبعد دعوى قضائية في عام 2006 بموجب حرية المعلومات أقامتها وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية، أفرج البنتاجون عن لائحة كاملة، هي الأكثر تفصيلا، تضم أسماء 558 معتقلا وجنسياتهم.

ثم قدم البنتاجون لائحة أخرى في نفس العام، بأسماء المعتقلين السابقين والحاليين لوكالة الأنباء الأمريكية، ولم تتضمن اللائحة اسم خالد شيخ محمد أو رمزي بن الشيبة.

وأقر الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، باحتجاز وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" في سجون سرية حول العالم، وجرى نقل 14 من قيادات القاعدة، من بينهم خالد شيخ محمد، ورمزي الشيبة، وأبوزبيدة إلى جوانتانامو.



الجريدة الرسمية