انتوا جيل في الحرية عمره كان قصير
"احنا جيل يحاول.. احنا جيل يغير.. وانتوا جيل في الحرية عمره كان قصير"، هذا ما قاله المطرب الشاب أحمد زاب ثروته في أغنيته الجديدة "احنا جيل وانتوا جيل"، والتي طرحها منذ أيام، كنوع من "العكننة" على جيل العواجيز الذي قرر كعادته أن يقول الكلمة الفاصلة في الانتخابات الرئاسية المصرية، وهى الكلمات البسيطة التي تعبر بالفعل عن واقع المجتمع المصرى حاليًا.
بالفعل الفرق كبير بين جيلنا وبين هذا الجيل الذي يصر على أن يأخذ خطا معاكسا تمامًا لما يريده شباب هذا البلد، فرق في الأفكار، في الأحلام، في الطموح، وفى كل شىء، فذلك هو الجيل الذي طل علينا بعد ثورة 25 يناير المجيدة بجملته الشهيرة "منكوا لله خربتوا البلد"، فلم يكن أحدهم يترك فرصة إلا ويقوم بتأنيب أحد الشباب، سواء كان ابنه أو زميله في العمل، أو حتى قابله صدفة في المواصلات، وهو نفس الجيل الذي وجد بعدها بعامين أن الثورة حلال، وأن من حق الجميع الخروج على الحاكم، عندما ثاروا على الرئيس الفاشل محمد مرسي.
هو الجيل الذي كان يشتكى من أن "عيل في دور أولاده" يعامله بشكل سيء في الشارع، قاصدًا أحد ضباط الشرطة، وهو الجيل الذي عاد ليمدح الشرطة بعد الثورة ويؤكد أن ضباط الشرطة صمام أمان هذا المجتمع، وهو الجيل الذي قرر أن يشارك في مسرحية الانتخابات في وقت كان فيه شباب مصر يشاهدون المسرحية من على المقاهى وفى المنازل، وعلى الرغم من أعدادهم القليلة، بعيدًا عن الأرقام المذكورة، إلا أن مواقفهم المعاكسة تثير الحيرة والتساؤل.
عكس السير في كل شىء، وكأنهم قد أقسموا على ألا يموتوا قبل أن يحيلوا حياتنا إلى جحيم، لم يكفهم الخضوع والخنوع لسنوات عديدة جعلت من مبارك أكبر فرعون على كوكب الأرض، ومن جهاز داخليته سلخانة لشباب هذا الوطن، وعاشوا طوال عمرهم يعايرونا بنصر أكتوبر وكأنهم كانوا يحاربوننا نحن لا الصهاينة، وكأنهم كانوا يلوموننا "لماذا ولدتم متأخرين؟، لماذا لم يحمل كل منكم سلاحًا قبل أن يولد ويحارب معنا"، وكأنهم قد حاربوا هذه الحرب خصيصًا لنا وليس لمصر، هم الذين قالوا عنا إننا جيل بلا هدف، هم أول من وقف ضدنا عندما أصبح لدينا أهم هدف في الحياة.
ماذا تنتظر من هؤلاء غير أن يقفوا أمام اللجان في طوابير متواضعة، في انتظار دورهم، للدخول إلى فصل المدرسة التي توجد بها لجنتهم، ليشاركوا في عملية صناعة فرعون جديد بغطاء ديمقراطى، هؤلاء الذين لم حنوا إلى عهد مبارك، إلى تعامل الشرطة معهم بشكل غير آدمى، إلى الانتظار بالساعات في طوابير العيش، إلى التحدث بقلق وتوتر وخوف في الأماكن العامة، إلى الكثير من المشاهد التي تشعرهم بأنهم مازالوا عبيدًا للفرعون الأعظم.
أعزائى جيل الحرب والسلام، "مبارك" عليكم النظام الجديد، مبارك.. أو السيسي، لن تفرق كثيرًا، أما نحن شباب هذا الوطن، فلا
أعلم ما السر الذي يدفعنا إلى إكمال المشوار، ربما هي حكمة إلاهية، وعلى الله فليتوكل المؤمنون.