رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي والعفو الرئاسي.. بين مبارك ودومة !


ماذا لو فعلها السيسي وباغت الجميع في مصر وغيرها وأفرج عن كل المحبوسين في السجون المصرية على ذمة أحكام قضائية في قضايا غير إرهابية ؟
ماذا لو أراد الرجل أن يبدأ عهده ليس بصفحة جديدة مع المصريين فحسب.. وإنما بتمزيق الصفحة القديمة كلها ؟


يفرج عن مبارك ؟؟!!! هكذا سيندهش البعض.. ويقولون: يفرج عن من عذب المصريين وأمرضهم وترك البلاد نهبا للصوص ودفع مصر إلى الخلف سنوات وسنوات حتى سبقها كل من كان خلفها من بلاد الدنيا؟ كنا نسبق كوريا الجنوبية والآن هي سادس أقوي اقتصاد في العالم ؟ سيقول الآخرون: نعم.. ولم لا..

أليس هو من حارب وقاتل في حروب مصر كلها ؟.. أليس هو من أقر مبدأ احترام رؤساء مصر السابقين ؟ أليس هو من عالج المعارضين على نفقة الدوله وسار في جنازات خصومه من قيادات ثورة يوليو كتقاليد محترمة يقرها الحكم بمصر لأول مرة؟ سيغضب خصوم مبارك ويقولون: يفرج عن من زور الانتخابات واغتصب إرادة المصريين وجعلهم نهبا للذل خارج مصر؟ يفرج عن من خضع لأمريكا ورهن قرارنا بها والنتيجة عشرات المليارات من الديون ؟

سيرد أنصاره: يعني تريدونه يفرج عن من حرق أهم مبني تاريخي في مصر ؟ تريدون الإفراج عن أحمد دومة الذي تباهي بالاعتداء على الجيش المصري وألقي عليه المولوتوف؟ تريدونه وهو قائد عسكري سابق أن يفرج عمن هتف ضد جيش مصر ووصفه بالعسكر ؟

سيقول الآخرون: إنهم زهرة شباب مصر... هؤلاء من سحلوا دفاعا عن الثورة والثوار.. سيرد خصوم دومة ورفاقه: وهل الثورة تعني التدمير والحرق وإلقاء المولوتوف؟ هل الثوره تعني مخالفة القانون وتحدي إرادة المصريين كل حين وهم يتطلعون إلى استقرار بلادهم بعد ثلاث سنوات من الارتباك والاضطراب ؟ أليس مع دومة نفر من أهل البذاءة والسخافة واللسان الطويل؟ سيقول الأولون: سجنوهم بقانون غير دستوري وباطل..

سيرد الآخرون: وهل حكمت المحكمة بعدم دستوريته؟ هو كل واحد ماشي في الشارع يعطي أحكام والسلام؟ أنتم غير صادقين بالدعوة لدولة العدل والقانون لأنكم تتذكرون القانون عند تعرضكم للضرر ولا تحترمون أحكامه في غير ذلك.. سيقول الأولون: أنتم من لا تحترمون القانون.. تريدون أن يفرج السيسي عن مبارك وهو مدان وعليه أحكام قضائية.. سيرد الآخرون: يا عيني.. والنبي.. وأنتم ماذا تريدون ؟ ألستم تطالبون بالإفراج عن مخالفي قانون التظاهر وقد صدرت عليهم أحكام قضائية أيضا ؟ سيرد الأولون: نعم.. ولكن القانون باطل.. سيرد الآخرون: من الذي أبطله...؟؟

سيرد الأولون: ستبطله الدستورية العليا.. سيقول الآخرون: عندما تبطله تعالوا ونتكلم.. الإفراج عن سجين واحد محكوم عليه يبيح الإفراج عن الكل.. عندئذ سيهتف الأولون: الحرية لأحمد دومة... وسيهتف الآخرون: ارحموا مبارك وهو على مشارف التسعين.. افرجوا عن بطل أكتوبر...!

الآن.. لو كنت مكان السيسي وشاهدت الحوار السابق.. وعدت بعده إلى مكتبك وإلي مستشاريك.. ماذا ستفعل ولكل فريق أنصاره ومؤيديه؟ وما هو قرارك ؟!
الجريدة الرسمية