رئيس التحرير
عصام كامل

"فيتو" ترصد نهايات 7 رؤساء لمصر.. منصور وأبو طالب الناجيان الوحيدان من فخ الرئاسة.. عبد الناصر والسادات تعددت الأسباب والموت واحد... مبارك ومرسي ضيفا طرة وبرج العرب... والإقامة الجبرية من نصيب نجيب

 رؤساء مصر
رؤساء مصر

عقب الإعلان شبه الرسمي عن نتائج الانتخابات الرئاسية كان للرئيس المؤقت عدلي منصور نصيب كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" و"تويتر"، وكان أهم ما جاء في تعليقاتهم أن منصور هو أول رئيس يخرج من قصر الرئاسة إلى منزله، وهذه المعلومة المتداولة غير صحيحة؛ لأنها تجاهلت رئيس الجمهورية الدكتور صوفي أبو طالب، الذي تولى الرئاسة لمدة 8 أيام فقط ليصبح عدلي منصور ثاني رئيس.

"فيتو" رأت أنه من المناسب الآن فتح ملف نهايات رؤساء مصر، الذين تولوا منذ إعلان الجمهورية في 1953 حتى قبل الرئيس الذي يلملم أوراقه لترك الاتحادية خلال أيام.
نجيب تحت الإقامة الجبرية 
البداية كانت مع الرئيس محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية منذ إعلانها في 18 يونيو 1953، إلا أن خلافًا بينه وبين الضباط الأحرار أنهى مشواره الرئاسي بالإقامة الجبرية لمدة 30 عامًا، بعد أزمتين مع مجلس قيادة الثورة الأولى كانت في فبراير من العام 1954، حين قدم استقالته اعتراضا على قرارات مجلس قيادة الثورة، ورد عليه المجلس ببيان قال فيه: إن الخلاف نتيجة طلب نجيب توسيع سلطاته، إلا أنه نظرًا لمظاهرات السودان المنحازة للرئيس المنحدر من أم سودانية أجبر المجلس على إعادة نجيب بعد 3 أيام.
الأزمة الثانية كانت في مارس 1954 بعد قرارات لمجلس قيادة الثورة بعودة الأحزاب والبرلمان، التي رفضها الشارع، وخرج في مظاهرات ضدها، كما شهدت مصر إضرابا عاما انتهى إلى إلغاء هذه القرارات.

وفي نوفمبر من نفس العام، تم إقالة نجيب ووضعه تحت الإقامة الجبرية في قصر زينب الوكيل زوجة الزعيم الوفدي مصطفى النحاس بالمرج؛ حيث ظل فيه حتى بعد إفراج الرئيس السادات عنه في 1971، وقام بعدها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بتخصيص فيلا بحدائق القبة له بعد قبول دعوى كانت مقدمة من ورثة زينب الوكيل لاسترداد قصرها، إلا أن المنية وافته في 1984 وتقدم مبارك جنازته.
جمال مات مسموما
أما جمال عبد الناصر فقد كان رئيسًا للجمهورية منذ عام 1956 وحتى وفاته عام 1970، واستطاع أن يبني عدة مشروعات قومية من بينها السد العالي، كما صدرت عدة قوانين تصب في صالح العدالة الانتقالية.
تنحى عبد الناصر عن منصبه عقب نكسة 1967 إلا أن المظاهرات الشعبية أجبرته على العودة، وتوفي في 1970 وقد انتشرت شائعات حول موته مسمومًا، خاصة وأن موته جاء مفاجئًا للمصريين، وفي سن مبكر نسبيا؛ حيث كان في الثانية والخمسين من عمره وهو ما نفاه طبيبه الخاص الصاوي حبيب، الذي أكد أن وفاة عبد الناصر كانت طبيعية نتيجة الإجهاد ورفضه الاستماع لنصائح الأطباء بالخلود للراحة مع إصابته بالسكري وجلطتين إحداهما في الشريان التاجي.
اغتيال السادات 
تولى محمد أنور السادات الرئاسة في عام 1970 حتى اغتياله في 1981، ومرت فترة رئاسة السادات بعدة أزمات كان منها اتخاذ قرار الحرب والاحتجاجات التي سبقت ذلك، بالإضافة إلى انتفاضة 1977، والاعتراضات التي واجهت قرارات الانفتاح، ومعاهدة كامب ديفيد، وأنهى حياته السياسية باعتقالات سبتمبر التي ضمت كل رموز المعارضة حينها، بالإضافة إلى أزمته مع البابا شنودة.
واغتيل السادات في الاحتفالات بنصر أكتوبر في المنصة؛ حيث أقدم على اغتياله خالد الإسلامبولي وآخرون، وأحد أهم الأشياء التي تذكر عن اغتياله أنه قتل على يد الجماعات التي أطلق لها العنان للتخلص من الناصريين والشيوعيين في الجامعات.
أبو طالب ومنصور 
أما أقصر الرؤساء مدة فهو الرئيس صوفي طالب، الذي تولى الرئاسة من 6 أكتوبر 1981 وحتى 14 أكتوبر من نفس العام؛ حيث كان رئيسًا لمجلس الشعب حين تم اغتيال السادات طبقًا لدستور 1971 لحين الاستفتاء على تولي مبارك الرئاسة، وظل رئيسًا لمجلس الشعب حتى عام 1983، ليعود لممارسة عمله كمدرس بجامعة القاهرة حتى وفاته في عام 2008 بماليزيا.
مبارك ومرسي يحاكمان
وإذا كان أبو طالب أقصر الرؤساء مدة، فإن محمد حسني مبارك أطولهم مدة؛ حيث تولى من أكتوبر 1981 حتى 2011، عندما أطاحت به ثورة شعبية استمرت لمدة 18 يوما بميدان التحرير؛ ليعلن نائبه عمر سليمان تخليه عن منصبه.

ويحاكم مبارك ووزير داخليته وأبنائه في عدة قضايا، منها قتل المتظاهرين وقصور الرئاسة، ولم يصدر حكم نهائي سوى في قضية قصور الرئاسة.

ومن مبارك إلى المعزول محمد مرسي، الذي تولى الحكم في 30 يونيو عام 2012 وتمت إقالته في 3 يوليو عام 2013، وخاض الانتخابات كمرشح احتياطي بديلا لخيرت الشاطر مرشح جماعة الإخوان، الذي رفضت اللجنة العليا للانتخابات قبول أوراقه لعدم حصوله على رد اعتبار.

ويحاكم مرسي في عدة قضايا هو وقيادات الجماعة منها التخابر واقتحام السجون؛ حيث فر مرسي من محبسه بوادي النطرون في أعقاب الفوضى الأمنية التي أعقبت انسحاب الشرطة في 28 يناير 2011، ولم تصدر أي أحكام نهائية حتى الآن.

وآخر الرؤساء حتى الآن هو عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا، الذي تولى رئاسة الدولة بصورة مؤقتة طبقًا لدستور 2012 بعد عزل مرسي في يوليو 2013، ويستمر في منصبه حتى يقسم الرئيس المنتخب اليمين الدستورية.
الجريدة الرسمية