رئيس التحرير
عصام كامل

"أهداف الثورة" تاهت وسط أطماع الإخوان.. "عيش" حددته الدولة بثلاثة أرغفة للمواطن.. "حرية" أهدر دمها بدءا من "جيكا" وصولا لـ"الجندى".. "عدالة اجتماعية" معدلات الفقر زادت بنسبة 25%

جانب من ثورة 25 يناير
جانب من ثورة 25 يناير

"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".. هتف بها الثوار فى ميدان التحرير يوم 25 يناير 2011، ‏وأصروا عليها حتى أسقطوا نظاما تمكن منه الفساد، وقدموا من دمائهم وأرواحهم الكثير لتحقيق مطالبهم الثورية، وانتظروا حتى جاء أول رئيس منتخب على رأس النظام قبل سبعة أشهر، قاطعا على نفسه عشرات الوعود بتحقيق أهداف الثور من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ورغم أمل الجميع فيه بعد أن وجدوا أنفسهم مضطرين لاختياره، فوجئوا بأن مطالبهم ذهبت أدراج الرياح بعد أن تفرغ الرئيس الجديد هو وجماعته للسيطرة على مؤسسات الدولة، والتمكن من مفاصلها، وإقصاء معارضيه دون أن يلقى بالا لمطالب المصريين.‏



فعن "العيش" وجد المصريون لأول مرة فى تاريخهم حكومتَهم تحدد لكل مواطن عدد الأرغفة المسموح له بأكلها ‏يوميا، بثلاثة أرغفة يومية، ورغم ذلك ما زالت أزمة طوابير ‏العيش تملأ المحافظات، ولم يكن من وزير التموين إلا أن خرج فى ‏تصريحات صحفية وقال: إن سبب الأزمة هى السوق السوداء، ولم تتوقف الأزمة عند ‏حد الطوابير، ففى سبتمبر الماضى لقى أول شهيد للخبز مصرعه إثر مشاجرة بأحد طوابير ‏العيش فى الإسكندرية فى واقعة تحرر لها محضر رقم 123 لسنة 2012 جنح قسم ‏الرمل ثان. ‏

‏أما عن "الحرية" فدفع ثمنها حتى الآن 39 مواطنا بدءا من جابر صلاح "جيكا" وحتى ‏مصطفى الجندى وفقا لما ذكرته صفحة "عسكر ‏كاذبون"، كما رصد المجلس القومى لحقوق الإنسان وجود 14‏‎ ‎حالة تعذيب ‏بالسجون وأقسام الشرطة، بينها حالة لقيت مصرعها بعد السحل والتعذيب فى مركز ‏طهطا فى سوهاج خلال شهر سبتمبر فقط.‏

وعن "العدالة الاجتماعية" فقال الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء (الحكومى) فى ‏تقرير له صدر فى احتفالات اليوم العالمى لمحاربة الفقر، إن معدلات الفقر ‏فى مصر ارتفعت لتصل 25.2% عام 2010/ 2011، مقابل نحو 21.6% من ‏إجمالى السكان عام 2008/ 2009، حيث بلغ قيمة خط الفقر القومى للفرد فى السنة ‏‏3076 جنيها سنويا، بما يعادل 256 جنيها شهريا، وأشار الجهاز إلى ‏ارتفاع معدل الفقراء العاملين بالقطاع الخاص من 30.3% عام 2008/ 2009 ‏مقارنة بنسبة تقدر بـ33% خلال عام 2010/ 2011، كما ارتفعت نسبة فقراء ‏القطاع الحكومى من 11% عام 2008/ 2009، إلى 13% عام 2010/ 2011.

ومن جانبه قال محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائى: إن أهداف الثورة ‏لم يتحقق منها شيء، بل زادت المعاناة، حيث تراجع الأمن، وأصبحت الشوارع أكثر ‏خطرا على الناس، وتأزمت الصراعات بين التيارات السياسية والمواطنين، والتى وصلت إلى حد يقترب ‏من حرب الشوارع.‏
وقال "زارع": إن ما يتعلق بـ"العيش" لم يشهد أى تطور فى ‏أوضاعه، بل أصبح الوصول إليه أكثر صعوبة لدرجة أن المواطن أصبح "يشحذ"، و"الحرية" ضائعة.. وعن "العدالة الاجتماعية" قال: بائع ‏البطاطا أكبر دليل على عدم وجودها. ‏
وأضاف "زارع" أن من حول "مرسى" والمحيطين به يتبعون نفس سيناريو النظام ‏السابق، ويقوموا بتضليل الرئيس الذى أصبح مغيبا، مشيرا إلى أن الشعب ساءت حالته بعد ‏تولى مرسى فأصبح المواطن "جعان".‏
وقال "زارع": إن خطابات مرسى الكثيرة والتى يردد فيها أنه مع الشعب ويتألم لهم لا ‏تجدى شيئا، فنحن لا نريده يتألم، ولكن يمارس دوره ويحقق أهداف الثورة التى مات ‏من أجلها المئات وما زالوا يموتون.

وأكد على أنه إذا كانت نسبة أهداف الثورة قبلها وفى عهد مبارك "صفر"، فبعد الثورة ‏وفى ظل وجود رئيس منتحب ما زالت صفرا أيضا، وقال: إن الوضع أصبح أسوأ، فأهداف ‏الثورة كانت ثلاثة، متمثلة فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، واليوم أضيف إليها هدف آخر وهو منع حرب الشوارع والحرب الأهلية وعودة الأمن للشارع.‏
الجريدة الرسمية