لا تذبحوا "حمدين"
أختلف مع كثير مما قاله المرشح الرئاسى الخاسر حمدين صباحى في كلمته بعد إعلان المؤشرات غير النهائية لانتخابات الرئاسة، خاصة ما يتعلق باتهاماته التي تشكك في نزاهة العملية الانتخابية وحديثه عن تجاوزات فيها مع استهداف مندوبيه من قبل سلطات الأمن..
ولكننى مع ذلك أرجو من الإعلام والسياسيين ألا يذبحوا "حمدين"، يكفي حمدين أنه اعترف بخسارته وقال إن كل ما تحدث عنه هو شخصيا من تجاوزات في الانتخابات لا يؤثر في الجوهر على نتيجتها، وأعلن قبوله لاختيار الشعب الذي يعتبره المعلم والقائد.. وهذا أمر يستحق أن توجه التحية له.
وأرجو ألا ننسى أن حمدين تلقى في هذه الانتخابات صدمة ضخمة تصيب أي إنسان طبيعى بالدوار وفقدان الاتزان، تتمثل في عدم حصوله على نسبة ١٥٪ من تلك الأصوات التي سبق له أن حصل عليها في الانتخابات السابقة.. ولذلك مفهوم أن يعبر حمدين في بعض كلماته عن ضخامة هذه الصدمة، خاصة أن تقدير حملته التي دفعته أفرادها دفعا للترشح للانتخابات جانبه الصواب حينما سبح في الخيال، خيال إمكانية انتزاع الفوز من منافسه عبد الفتاح السيسي.
حمدين مجروح الآن وجرحه عميق صنعه المحيطون به، ولذلك لا تضغطوا عليه حتى ولو لم يتصرف بلباقة أحيانًا عندما لم يقدم التهنئة لمنافسه.
