رئيس التحرير
عصام كامل

ثنائية الإيمان والإلحاد هي أصلا إعجاز إلهي!!!


كما قال الملحدون الأوائل في تحدي " أرنا الله جهرة " و" لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة".. هم أنفسهم يطلبون الطلب نفسه بطرق وبعبارات وبوسائل مختلفة..فمحور الحوار الدائر كله بين المؤمنين والملحدين يدور حول ذلك.. المؤمنون يؤمنون بالله سبحانه ومنهم من يطلب الدليل العكسي في محاولة لتعجيز خصومه الملحدين..والملحد ينكر وجود الله سبحانه ويطلب من المؤمنين الدليل العكسي لإثبات وجوده..

بالمنطق وبالعقل..لا يمكن للمؤمنين إثبات وجود الله سبحانه بالدليل العلمي الذي يطالب به الملحدين..الملحدون لا ولن يقبلوا بالأدلة الغيبية التي يؤمن بها الفريق الآخر..هم يريدون دليلا علميا يمسكون به بأيديهم وكأنهم يطلبون التحدي التاريخي القديم " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة" !

وهنا..يقف الفريقان في المواجهة..المؤمنون يؤمنون بالله بأدلتهم الغيبية والوجدانية دون القدرة على الإتيان بدليل مادي ليثبتوا للفريق الآخر ذلك..والفريق الآخر لا يملك دليلا واحدا يقنع به المؤمنين بأن الكون خلق نفسه ثم خلق من فيه !! فهي في نظر المؤمنين ونحن منهم نكتة!! فمن ينكر وجود الخالق الأول للكون يؤمن أيضا أن الكون وجد من دون موجد!! 

وإذا سألتهم كيف ذلك؟ سيردون بإجابات عجيبة ملخصها أن الكون خلقته الطبيعة التي تطورت بقوانين تحكمها..وإذا سألتهم ومن خلق الطبيعة؟ سيقولون إنها خلقت من العدم !! وإذا سألتهم كيف يخرج من اللاموجود الموجود؟ سيدخلونك في نظريات علمية عن قصة خلق الكون..عندئذ تسأل أحدهم: وهل كنت أنت موجود في الوقت الذي تتحدث عنه هذه النظريات؟ سيقول لا..ولكنها نظرية علمية.. ستقول: نظرية من بين نظريات تتحدث عن خلق الكون..وهي غيب..وستسأله ويجب أن تسأله: فلماذا تؤمن بها أيضا وهي غيب لم تره؟ أنت أيضا تؤمن بغيب لم تره..فلماذا تستكثر علينا ذلك وترفض أن نؤمن بإله دون أن نراه!!؟؟؟

عندئذ نعود للقصة العجيبة التي خلقها رب الكون وربنا وتحدثنا عنها أولا في " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة "..وهي أنه سبحانه أراد أن يكون غيبا في غيب..ولو رأيناه لضاع الاختبار الأزلي..لأنه لو ظهر ورأيناه أو أثبتنا وجوده علميا وماديا فأين سيكون الاختبار؟ وما قيمة الإيمان بالاعتقاد إذن؟ كيف ندخل امتحانا ومعنا الإجابة؟؟!
وبالتالي وجود هذه الثنائية بين المؤمنين والملحدين واستمرارها..هي في ذاتها إعجاز إلهي لرب عظيم!
الجريدة الرسمية