ارتفاع الاستحواذ على الأصول المصرية (2)
استكمالًا لما بدأناه حول تسليط الضوء على عمليات الاستحواذ الكبرى التى جرت خلال الفترة الأخيرة برءوس أموال عربية وأسيوية خلال الفترة الماضية.
لهذا فإن قطاعات مثل الأغذية والزراعة والدواء والبتروكيماويات والموارد الأساسية المصرية قد تكون خلال الفترة القادمة هدفًا قويًا لعمليات استحواذ مما يستدعى ضرورة تشديد الرقابة على التعاملات خلال هذه الفترة مع وضع آلية قانونية جديدة لتخارج كبار المساهمين.
إن عودة الثقة إلى قطاع الملكية الخاصة فى مصر فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية تدعم التفاؤل بشأن الاستثمارات لقطاعات أكثر قدرة على النمو مثل الرعاية الصحية والتعليم والسلع الاستهلاكية والنفط والغاز، ومن المرجح أن تستفيد هذه القطاعات من خطط الإنفاق الحكومى والتغييرات التشريعية، وتعتبر قطاعات النقل، الطرق ذات التعريفة المرورية، الموانئ والطاقة قطاعات جذابة للمستثمرين؛ لأنها تجلب مليارات الدولارات فى الإنفاق الرأسمالى.
و تشير عدة تقارير، إلى أن شركات الاستثمار فى الملكية الخاصة تُخطط للتوسع خارج المنطقة فى دول مثل تركيا والهند وأفريقيا، كما أن العديد من الشركات تدرس التوسع فى أسواق ذات خطورة عالية مثل العراق أما فى الشرق الأوسط، فقد أظهرت الدراسات أن شركات الملكية الخاصة تتوقع زيادة الاستثمار فى كل من مصر، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
يضاف إلى ذلك أن ندرة الشركات التى يمكن الاستثمار فيها والضوابط المفروضة على شركات الملكية الخاصة المتعلقة بالاستحواذ على الحصص لايزال يعيق تدفق عروض الشراء وقد تجبر العناصر الديناميكية شركات الملكية الخاصة على إعادة النظر فى طرق ممارسة أعمالها، من حيث طرق البحث عن الشركات، هيكلة الرقابة وإعداد التقارير.
إن الأوضاع المضطربة محليًا توفر فرصًا على المدى الطويل لشركات الملكية الخاصة، فمصر تواجه انخفاضًا فى معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى لها بافتراض أن التراجع فى قطاع السياحة وعدم تدفق رءوس الأموال، هو لفترة مؤقتة لذلك فمن الممكن أن تعتبر هذه الأمور مصدر تفاؤل لشركات الملكية الخاصة التى لاتزال تتمتع بثقة عالية، مما يدل على حقبة من النمو مستقبلًا، فهناك فرص هائلة للشركات التى باستطاعتها التعرف على مجالات النمو الرئيسية واستخدام طريقة جديدة لممارسة الأعمال لهذا فإن شركات الملكية الخاصة التى تستطيع اتخاذ القرارات المناسبة، هى الفائزة على المدى الطويل.