كفانا "مكلمة" بقى..!!
انتهت الانتخابات الرئاسية ونجح من اختاره الشعب بإرادته الحرة ودون زيت أو سكر أو تحزب.. انتهت المرحلة الثانية من خارطة الطريق وهي الأخطر بعد 3 سنين يعاني فيها الشعب المصري.
وبعيدا عن " المكلمة " والحروب النفسية الدائرة على شبكات التواصل الاجتماعي يجب لفت النظر إلى نقطتين غاية في الأهمية خلال هذه الانتخابات وقبل الإعلان عن النتائج الرسمية من اللجنة العليا للانتخابات.. الأولى هي أن الانتخابات بالفعل أجريت وانتهت وهو من وجهه نظري أهم بكثير من الحديث عن الأرقام والفتاوى والتحليلات الخاصة بمن شارك ومن قاطع ومن رقص فرحا ومن مات غيظا.. والثانية متعلقة بموقف حمدين صباحي الوطني الذي حصل على أصوات مخزيه للغاية وغير متوقعة ورغم ذلك اعترف بنتيجة الانتخابات في الوقت الذي انتظر فيه الكثيرون أن يضرب حمدين كرسي في " الكلوب " ويشوه الانتخابات.
هاتان النقطتان يجب أن تكونا دافعا قويا لجموع الشعب المصري – بعيدا عن القلة التي تحاول تعكير كل ما هو جميل – للعمل الجاد خلال الفترة المقبلة والكف عن الكلام خاصة أننا جمعيا ما زلنا نعاني آثار هذا الكلام في أعمالنا وعلاقاتنا.
بداية العمل هي الضرورة الحتمية التي يجب أن ننتبه لها.. فلسنا أمام خيار ثان في ظل التحديات التي تواجه مصر في شتى المجالات.
بصراحة.. الشعب خلاص زهق من كتر الكلام ومن كتر الانتخابات.. ومن لا يدرك أن هناك حالة توافق ورضاء شعبيا على نتيجة الانتخابات الأخيرة فهو يسير خارج نطاق الواقع والمنطق والتاريخ ويجب عدم الالتفات له أو التأثر به أو حتى النظر إليه.. فقطار العمل يجب أن يبدأ في رحلة جديدة من أجل مصر أولا وأخيرا.. فالمؤكد أن محاولات إيقاف هذا القطار ستكون موجودة ولن تتوقف وبالتالي يجب إدراك أن وقت الكلام انتهى ويجب التركيز على العمل خاصة أن الانتخابات الأخيرة أظهرت كل ما هو مسكوت عنه في مصر من ضعف القوى الثورية والأحزاب وعدم احترافية الإعلام وزيادة الوعي لدى المواطن العادي وتشتت حزب النخبة السياسية والأكثر من كل ذلك هو إظهار مدى قوة وتأثير حزب الكنبة في مصر الذي أصبح هو المؤثر على نتيجة الصناديق عندما يريد ويقرر.
وفي الختام... يجب أن يكون التركيز على إعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع مصر مع تحسين الأحوال المعيشية للطبقة الأقل فقرا هو الشغل الشاغل للإدارة الجديدة التي ستقوم البلاد خلال الفترة المقبلة خاصة.. فلا يوجد وقت لرفاهية الكلام والأمنيات والوعود التي لا يمكن تطبيقها.. فالشعب قدم كل ما هو مطلوب منه وجاهز لتقديم الأكثر بشرط أن يجد ومضة ضوء في هذا الطريق المظلم من 3 سنوات.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..