راشد الغنوشي "زعيم إخوان تونس": خروجنا من الحكومة وبقاؤنا في السلطة التشريعية أنقذنا من مصير إخوان مصر.. السياسي الحكيم هو من يستوعب الدرس..وما حدث في القاهرة غير موازين القوة بالمنطة
قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية –الإخوان- أن حركته خرجت من الحكومة ولم تخرج من الحكم، وأوضح في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في عدد السبت، أن الحركة خرجت من السلطة التنفيذية لكنها لم تخرج من التشريعية، وقال «نحن لا نزال الكتلة الكبرى في الحكم وفي المجلس؛ لأنه هو أصل السلطة في البلاد، وبالتالي لا يمر شيء من دون موافقة النهضة».
وشدد «الغنوشي» على القول إن «تجربة سنتين كشفت لنا أن البناء الوطني لا يزال هشا لا يتحمل الصراع المفتوح بينه وبين سلطة ومعارضة، حتى كادت التجربة التونسية في العام السابق تنهار، خاصة بعد ما حدث في مصر، ولم ينقذ الوضع إلا خروج النهضة من السلطة إلى حكومة محايدة»، مؤكدا «هذا الذي أنقذ الوضع ونحن أقدمنا على أن نضحي بالسلطة من أجل شيء أثمن في تونس وهو الانتقال الديمقراطي».
وحول حظوظ حركة النهضة في الانتخابات المقبلة في تونس والمزمع إجراؤها قبل نهاية 2014، وفي تقييم لحزبه قال الغنوشي «نحن الحزب الأكثر تنظيما، والأكثر تماسكا؛ لأننا حزب مضى عليه أربعون سنة، بينما كثير من الأحزاب حديثة السن والبعض لديها سنوات قليلة لا تزال تبحث عن هويتها، وعلى كل حال مهما كانت النتيجة التي سنحصل عليها، إن توافرت لدينا فرصة للحكم فلن نحكم إلا بائتلاف واسع».
وأوضح أن «تونس تحتفي بتجاوز آخر عقبة في طريق مسارها الانتقالي، وذلك بعد إقرار قانونها الانتخابي الذي يعد حدثا كبيرا، وهو مواز للدستور، وأول نجاح للحوار الوطني هو انتخاب رئيس حكومة محايد، وهذه محطة سبقتها محطات أخرى مثل انطلاق الحوار الوطني في 5 أكتوبر السنة الماضية، وهو كذلك تاريخ التوقيع على خارطة الطريق. وأرى أننا نسير على الطريق الصحيح وهدفنا واضح، وهو الوصول إلى محطة الانتخابات بعد أن استكملت شروط إجراء انتخابات وهيئة انتخابية مستقلة وقانون انتخابي وحكومة محايدة، هذه الشروط الذي وضعتها خارطة الطريق وقد استكملت، نحن نسير بثبات على الطريق الصحيح رغم الإرهابيين والاستئصاليين أعداء الديمقراطية».
وأكد أن استقرار تونس وأمنها هو من استقرار ليبيا لذا نهتم بصورة كبيرة بما يحدث في ليبيا، نأمل أن يبتعد الجميع عن منطق التقاتل وعن استعمال السلاح لفض الخلافات لأن هذا سيقود إلى حرب سوف يكون الجميع خاسرا فيها».
وعن تجربة «الإخوان» في مصر، قال: «ما حصل في مصر غير موازين القوى في المنطقة، والسياسة هي قراءة في موازين القوى. ما حصل كان يمكن أن نقرأه بطريقة أخرى، يمكن أن لا نبالي بما حصل خاصة أن حكومتنا كانت شرعية، ولنا أغلبية في البرلمان، وشارعنا هو الأوسع والأكبر، ولكن السياسة لا ينبغي أن تتجاهل موازين القوى الداخلية والخارجية بل ينبغي أن تتفاعل مع ما يحدث من تطور، والسياسي الحكيم هو الذي يستوعب موازين القوى ويقرأ المتغيرات ويستوعبها وينسج سياسة موافقة للموازين الجديدة وإلا فقد السيطرة».
وشدد على أنه «يجب ألا ننسى أن الإخوان في منطق الديمقراطية هم مظلومون لأنهم انتُخِبوا في أكثر من انتخابات، ففي نحو ست انتخابات كانوا هم الفائزين، قد يكون الإخوان ارتكبوا أخطاء في قراءاتهم للوضع، وفي قراءاتهم لموازين القوى وعدم مراعاتهم لدور الآخرين، لكن الأخطاء في الديمقراطية واردة، وإصلاحها لا يكون من خارج الديمقراطية وإنما من داخلها عبر الانتخابات وليس الانقلابات، وفي كل الحالات، الأوضاع مختلفة بين تونس ومصر».