خبير نفسي يحلل شخصية صباحي بعد اعترافه بالهزيمة: يتمتع بحالة نفسية جيدة وناضج سياسيا.. يحاول تطييب خاطر أنصاره.. قبوله بالأمر الواقع يقلل من خسارته.. وقطع الطريق على القوى الساعية لتعكير الجو السياسي
بالرغم من عدم إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية رسميًا، إلا أن المرشح الرئاسي حمدين صباحي، قرر أن يعقد مؤتمره الصحفي اليوم للإعلان عن قبوله للنتائج النهائية التي ستعلنها اللجنة العليا للانتهابات الرئاسية، والتي تؤكد المؤشرات الأولية أنها ستكون في صالح منافسه المشير عبد الفتاح السيسي.
وأكد صباحي، خلال المؤتمر، الذي عقده اليوم الخميس، أنه سيقبل النتيجة رغم ما رصدته حملته من مخالفات في العملية الانتخابية، قائلا: "النتيجة النهائية نقبلها رغم كل العيوب.. والانتهاكات المرصودة لا تؤثر على النتائج.. ونحترم إرادة المصريين"، رافضًا قبول أي منصب في المرحلة المقبلة، ومؤكدًا بقاءه في صفوف المعارضة.
يتمتع بثبات انفعالي
ومن خلال كلمة صباحي بالمؤتمر، حلل خبراء نفسيون شخصية حمدين، والذين أكدوا أنه يتمتع بثبات انفعالي، ونضج في الشخصية السياسية.
وقال الدكتور محمد خليل، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن اللقاء الذي عقده المرشح الرئاسي حمدين صباحي اليوم يندرج تحت مقولة "الاعتراف بالحق فضيلة"، مشيرا إلى أن ما فعله صباحي فضيلة، فهو يحاول ألا يخسر أي شيء، كما أنه من خلال حواره يحاول أن "يطيب خاطر حملته".
وأضاف خليل: "إن ما قاله حمدين يحسب له، ويعبر عن نضج شخصيته وحالته النفسية، ويوضح ذلك تأكيده أنه يرضخ لإرادة الشعب".
وأشار إلى أن صباحي لم يغير من نبرته المعهودة وذلك يدل على ثباته، رغم الهزيمة، ومن العلامات الجيدة أنه أكد عدم قبوله لأي منصب في المرحلة المقبلة، لأن قبوله أي منصب يُعرض عليه يقلل من مكانته، حيث كان مرشحا للرئاسة، وحتى لا يُقال إنه يرضى بما تبقى له".
قوي الشخصية
وأوضح خليل أن ما قام به صباحي جيد ويحسب له، لأنه أدى دورا مهما في هذه المرحلة، وخروجه في هذا التوقيت لأنصاره ليعلن خسارته يؤكد أنه يتمتع بقوة شخصية، وأن المرحلة المقبلة سيقف بشكل جيد في صفوف المعارضة.
ولفت خليل إلى أن صباحي كشف أن لديه قوة ولم يهزم نفسيًا بالرغم من خسارته في انتخابات الرئاسة، فقد حاول من خلال لقائه، الذي عقده لأنصاره، أن يظهر قبوله بالأمر، مؤكدًا أن حمدين كان يعرف أنه لن ينجح في الانتخابات، لكنه لعبها بذكاء، وحاول تحقيق أكبر قدر من المكاسب.
يحافظ على صورته
وذكر خليل أن صباحي يحاول أن يحافظ على أن يبقى في الصورة السياسية بشكل إيجابي، مشيرا إلى أنه يمكن أن يلعب دورًا في نشر الثقافة السياسية بين الشباب، من خلال نضجه السياسي الذي أظهره، ومن خلال ثباته النفسي الذي سيزيد مؤيدي الحزب وستزيد قاعدته.
اختياره للتوقيت مناسب
وعن توقيت خروج صباحي لأنصاره، قال خليل: "إن خروجه كان في الوقت المناسب، وذلك ما يحدث في الدول المتقدمة، فالمهزوم يخرج بعد يوم من معرفة نتائج الانتخابات ليعلن عن تهنئته للرئيس الفائز ويعلن عن قبوله للهزيمة، وذلك ما قام به صباحي".
واستطرد قائلا: "إن صباحي أقام مؤتمره في الوقت المناسب حتى يمنع أي لغط يثار حوله، ويمنع أي إنسان من إحداث حالة الوقيعة بينه وبين القوى الأخرى"، مؤكدًا أنه يدل على نضوج نفسي وسياسي، وأنه يريد أن يقطع الطريق على أي إنسان يسعى لتعكير الجو السياسي في مصر.
