رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس والثوار.. 6 إبريل بجبهتيها تلجأ إلى ثغرة «رجال مبارك» لإفساد رئاسة المشير.. عودة الدولة الأمنية أبرز الأزمات التي تواجه السيسي.. و«الاشتراكيين الثوريين» تواصل مخططها لاختراق

حركة شباب 6 إبريل
حركة شباب 6 إبريل - صورة ارشيفية

لن يهنأ المشير عبد الفتاح السيسي ليوم واحد منذ دخوله قصر الاتحادية، بعد أن أطاح بمنافسه حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية، فالمشاكل والأزمات التي تعانيها مصر منذ عشرات السنين، أعطت فرصة لمعارضيه للهجوم عليه.

لم يكن السيسي مدركًا أن خصومه سيكونون أشرس معارضة له من الرؤساء السابقين، فتذكيرهم له بوعوده عن ضبط الأسعار والقضاء على مافيا الاحتكار وإعادة بناء الدولة المصرية الحديثة، لا يتوقف وكأنه في النهاية يتحمل فاتورة فشل نظامي حسني مبارك ومحمد مرسي.

ورغم الدعم الشعبي الكبير الذي يحظى به المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والتوقعات التي سبقت إعلان فوزه بمنصب الرئيس بقدرته على انتشال البلاد من المرحلة الحرجة التي تمر بها وهو ما ظهر في نتيجة الانتخابات والتي عكست شعبيته في قلوب وعقول المواطنين، بل مقارنته بالرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، فإن هناك ثمة معارضين عديدين لـ«رجل مصر القوى»، سيصعبون عليه الأمور ويقتطعون من شعبيته الجارفة أثناء توليه رئاسة مصر في ولايته الأولى.

6 «إبريل في الصدارة»
يأتي على قائمة معارضي السيسي قطاع النشطاء السياسيين والحركات الثورية الذين يشكلون بيئة معادية له، وهناك قطاع عريض من الشباب الثوريين المتحمسين غير مطمئنين وغير راضين عن التطورات السياسية الجديدة التي أعقبت ثورة 30 يونيو، عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.

هذا الشباب المتحمس الذي ولد من رحم ثورة 25 يناير يحمل أحلامًا وتطلعات كبيرة وطموحات تحويل مصر إلى دولة ديمقراطية يأخذ فيها الشباب موقعًا على رأس العمل الوطني السياسي بالتزامن مع اختفاء القوى التقليدية والوجوه القديمة من النظام البائد الذي تورط في الفساد واتسم بانعدام الكفاءة وأورث البلاد ضعفًا وتراجعًا كبيرين.

ويعيش هؤلاء الشباب حالة من الإحباط والرفض الواضحين بسبب شعورهم بأن الدولة البوليسية القديمة عادت للحكم من جديد بوصول المشير السيسي إلى قصر الاتحادية والذي أعلن صراحة عن رفضه إلغاء قانون التظاهر والذي يعتبره النشطاء بوابة عودة دولة قمع الحريات من جديد والذي انتزع منهم حقًا أصيلا اكتسبوه إبان ثورة 25 يناير.

بالإضافة إلى الهجمة الشرسة التي يتعرض لها كل من كان له علاقة بأي حركة سياسية اشتركت في ثورة الإطاحة بنظام مبارك البائد ليأتي حكم الحظر على أنشطة حركة شباب 6 إبريل والتي تعتبر أيقونة الثورة المصرية والقشة التي قصمت ظهر مبارك وأدت إلى تحول القوى الثورية من موقف الداعم لـ30 يونيو والمشير السيسي إلى موقف المعارض الشرس والذي يحاول الوقوف أمام عودة وجوه الدولة القديمة.

ومن الممكن أن نشهد تحالف القوى الثورية مع أنصار جماعة الإخوان في وجه السيسي ودولته بعد أن تقوم قوى الظلام باستقطاب شباب الثورة ممن تعرضوا للتضييق والحبس محاولين استمالة عقولهم لجرهم إلى مواجهات مع الدولة المصرية ومحاولة إسقاط نظام السيسي وشرعية ثورة يونيو ولن تجد القوى الثورية في ظل الخناق الذي تعانيه منه مفرًا سوى أحضان جماعة الإخوان وتمويلها.

أما الطامة الكبرى بالنسبة للقوى الثورية فهي عودة رموز نظام مبارك للظهور على الساحة السياسية مرة أخرى بعد فوز المشير السيسي، فرموز نظام مبارك وبعض أتباعه المخلصين باتوا يظهرون عادة في صورة أكثر أنصار السيسي تأييدًا لمسار 30 يونيو، وهؤلاء يشكلون خطرًا على المشير نفسه، وربما يكون أكبر من هذا الذي يشكله الإخوان وبعض حلفائهم.

هؤلاء أيضًا يريدون بتأييدهم المفرط للسيسي أن يقنعوا المصريين أن ثورة يناير لم تكن سوى مؤامرة لتخريب البلاد، وأن 30 يونيو تمثل تصحيح المسار لهذه المؤامرة، ويجب أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه، فإذا تجاوب السيسي مع هذا الطرح، فسيكون قد أصيب بهزيمة كبيرة، وسيكون قد وضع نفسه ضد التيار وبالتالى سيسهل جدا على أعدائه التقليديين أن ينالوا منه.

«الاشتراكيين الثوريين»

لا يمكن إغفال حركة الاشتراكيين الثوريين التي ترفض رفضًا تامًا عودة الرئيس «ذي الخلفية العسكرية» لحكم البلاد، بل ترفض تنظيم القوات المسلحة بشكلها الحالي كقوات نظامية وتعمل على الوصول إلى تشكيل قوات لحفظ الأمن فقط، وهدم المؤسسة العسكرية في الوقت الذي اجتمع فيه قيادات الحركة مع عناصر الإخوان طبقا لتوحد فكرة التنظيمين القائمة على هدم الجيش.

وتعمل "الاشتراكيين الثوريين" على تصدير الثورة وكره الجيش وكل من ينتمي للمؤسسة العسكرية ومن بينهم السيسي «الرئيس» لشباب وطلبة الكليات العسكرية وشباب الضباط بالقوات المسلحة، الذين تنتظرهم المناصب القيادية الرفيعة بالجيش والتي تصل لمنصب وزير الدفاع، بالإضافة إلى طلاب الجامعات والمراحل المتقدمة من التعليم الأساسي، وذلك على أمل أن يصبح هؤلاء الشباب الكارهون للجيش بمرور السنوات الطويلة من بين أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة صاحب قرارات المؤسسة فيكونون هم المتمردون داخل المجلس وأداة تفكيكه بما يتناسب مع فكرة هدف الاشتراكيين الثوريين لهدم المؤسسة العسكرية لتحقيق هدفهم الأعلى وهو الوصول للحكم.

"الاشتراكيين الثوريين" تنظر إلى المشير السيسي على أنه رجل الجيش الذي يخوض الانتخابات لإعادة الحكم العسكري إلى البلاد مرة أخرى وهو ما ستقاتل من أجل منعه حتى لو تحالفت مع الشيطان.

وتعمل حركة شباب 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين من خلال جبهة طريق الثورة المعروفة إعلاميا بـ«ثوار» على تجميع النشطاء السياسيين المستقلين والحركات السياسية التي ليس لديها وجود فعال على أرض الواقع من أجل تنظيم جناح معارض قوي يعمل على مهاجمة السيسي وسياساته والعمل على خلق حالة من السخط الشعبي تجاه طريقة إدارته في الدولة من خلال تنظيم التظاهرات في الشارع المصري واستمرار تحدي قوات الأمن والعمل على خلق المشكلات مع نظام السيسي لإظهاره دائمًا في موقف القامع للحريات مع التركيز على الجوانب المعيشية في حياة المواطن المصري والأزمات الاقتصادية التي تعصف بمحدودي الدخل.
الجريدة الرسمية