رئيس التحرير
عصام كامل

تأدبوا.. مع رئيسكم


أعلم علم اليقين أنه من الوهلة الأولى وبمجرد قراءة عنوان المقال سوف توجه إلى سهام المقت والذم من الكثيرين، وربما لا يستطرد أحد فى القراءة.. ظنا منه أن كاتب المقال بالضرورة إخوانيا أو سلفيا أو منتميا لجماعة إسلامية ما، والحقيقة أننى ليست لدى أية انتماءات لأى جماعة ولا صاحب لحية طويلة وجلباب قصير ولا أكتب دفاعا عن الرئيس مرسى. ولكن ما دفعنى للكتابة وأثار اشمئزازى الحالة المخزية والأوضاع المتردية التى آلت إليها مصرنا الحبيبة.. فهل مصر تستحق منا ذلك؟ وهل هؤلاء هم ثوار ثورة 25 يناير الذين ضربوا أروع الأمثلة وقدموا نموذجا للعالم يحتذى به؟ أشك فى ذلك!

يقول "فولتير"، الكاتب والفيلسوف الفرنسى: "قد أخالفك الرأى ولكنى على استعداد لكى أدفع حياتى ثمناً لتقول رأيك"، وكل ما أتمناه هو سعة صدركم لأوضح وجهة نظرى.
بداية دعونا نتفق على أن الراعى بشر ويعتريه ما يعترى البشر من الضعف والنسيان والخطأ والظلم أحيانا، لذلك شرعت المناصحة له لتذكيره وتبيين ما قد يخفى عليه من الأمور، فالنصيحة أصل عظيم من أصول الإسلام وقد حثنا النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على أداء النصيحة للولاة حتى ولو كانوا ظلمة، فقد جاء فى الحديث: " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، لكن ينبغى للناصح أن يراعى مكانة الحاكم بحيث لا يخرق هيبته وإنما يعامله بما يجب له من الاحترام والإكرام ويعرف له حقه وعظيم قدره، قال صلى الله عليه وسلم: "من كانت عنده نصيحة لذى سلطان فلا يكلمه بها علانية وليأخذ بيده وليخل به فإن قبلها قبلها، وإلا كان قد أدى الذى عليه والذى له". وهذا ليس كلامى ولكن كلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. فأين نحن من هذا الحديث؟!
فعلى الرعية أن تقوم بمساعدة الراعى على نوائب الحق وأن تقف بجانبه وأن تُشدّ من أزره. ومن أوضح جوانب نصرة الحاكم: احترامه والدعاء له وعدم إهانته حتى يكون له مهابة فى نفوس الناس وخصوصاً ضعاف النفوس منهم، وفى الحديث: "من أهان سلطان الله فى الأرض أهانه الله"،
فالشريعة الإسلامية لم تقف عند توجيه الحكام، بل عنيت أيضاً بتوجيه الرعية فألزمتهم بنصر الحاكم ورد القلوب النافرة عنه وجمع محبة الناس عليه لما فى ذلك من مصالح الأمة، وإعانته على ما تحمله من أعباء الأمة ومساعدته فى ذلك. وإنكار ذلك يسبب تشتيت الكلمة وتفريق الجماعة وحدوث الهرج والمرج وحصول الفتن التى لا يعلم مداها إلا الله عز وجل، وهو ما نعانى منه الآن! تجاوزات وتطاول وإهانات لشخص الرئيس مرسى تطاعلنا بها وسائل الإعلام كل يوم وليلة. فهل هذا يليق أن نجعل رئيسنا محط للسخرية والاستهزاء؟ !!!. فتأدبوا مع رئيسكم.. اعترضوا على ما شئتم ولكن كما علمكم نبينا.
واعلموا أن مصرنا الحبيبة فى فترتها الحالية دون أى وقت مضى فى أمس الحاجة إلى مد يد العون من كل فرد من أبنائها، حتى نعيد لها مكانتها اللائقة تحت الشمس. بالعمل لا الجدل وحتى لا يتوعدنا الله بسوء العاقبة.. يقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: إذا أراد الله بقوم سوء منحهم الجدل ومنعهم العمل.
الجريدة الرسمية