رئيس التحرير
عصام كامل

باطل!


خاض حمدين صباحي سباق الرئاسة مع منافس واحد ومع ذلك لم يستطع أن يحرز حتى المركز الثاني، فقد فاقت عدد الأصوات الباطلة الأصوات التي حصل عليها حمدين صباحي.. فمن بين نحو ٢٥ مليون ناخب أدولوا بأصواتهم اختار أكثر من مليون منهم إبطال أصواتهم سواء عن عمد أو عن خطأ غير مقصود.

وبذلك تسجل الانتخابات الرئاسية الجديدة رقما قياسيا في عدد الأصوات الباطلة، حيث لم تتجاوز الأصوات الباطلة في انتخابات ٢٠١٢ نحو ٨٠٠ ألف صوت.

ولقد تسرع البعض لتفسير ذلك العدد الكبير للأصوات الباطلة بأنها في أغلبها هي أصوات للإخوان الذين اختاروا إبطال أصواتهم لرفضهم للسيسي رئيسا ورفضهم في ذات الوقت لصباحي زعيما للمعارضة مستقبلا.. ولكن هذا التحليل لا يوجد دليل يؤكده، لأن عدد الأصوات الباطلة في انتخابات ٢٠١٢ كان ضخما وكبيرا أيضا مع أن الإخوان كانوا يقفون بالطبع بقوة وراء مرشحهم د. محمد مرسي..

وهذا يجعلنا نشك بأن أصحاب الأصوات الباطلة في الانتخابات الجديدة «٢٠١٤» لا ينتمون للإخوان.. الأغلب أن الإخوان قاطعوا العملية الانتخابية كلها واختاروا عدم الذهاب إلى صناديق الانتخابات أصلا، لأنهم لا يعترفون بخارطة المستقبل التي تمت الانتخابات الرئاسية في إطارها.

وإذا كان المنطق يقول بذلك فإن علينا أن نبحث عن أصحاب الأصوات الباطلة خارج الإخوان.. وهنا يمكن أن تجد بينهم فئات ومجموعات وحركات سياسية ليست إخوانية ويمكن أيضا أن نجد بينهم من ينتمون للسلفيين الذين يشاركون الإخوان في رفض ٣٠ يونيو ولكنهم لا يجاهرون بذلك نوعا من التقية وللحديث بقية.
الجريدة الرسمية