رئيس التحرير
عصام كامل

لو كان لى صوت آخر لمنحته لصباحى


منحت صوتى للسيسي وأعلن هذا على الملأ ليس تملقا أو نفاقا أو لأنى أقف في طابور شلة المنتفعين التي تنتظر اللحظة المناسبة لجنى المكاسب الخاصة على حساب مصلحة الوطن، صوتى له لأننى أعرف جيدا أن هذا الرجل هو الأنسب لمصر في هذه المرحلة وهو الأقدر على القيادة الأمنية في ظل "مناخ سيئ". 

كما أننى منحته صوتى عن قناعة تامة ولم أتأثر "بشلة" الإعلاميين الذين أساءوا إليه كثيرا خلال الفترة الماضية بدون قصد في أحيان وعن قصد في أحيان أخرى بالإساءة القصوى للمرشح المنافس حمدين صباحى الذي لم أكن معه في أحد الأيام ولم يقنعنى أداؤه يوما، وكنت أرى في أحيان كثيرة أنه ينتظر الانتخابات الرئاسية كل دورة لتقمص دور الرئيس ويعيش يومين في وسائل الإعلام وحراسة الشرطة ولا مانع من جنى التبرعات، ولم يقنعنى خطابه الإعلامي أو أداؤه في أحد الأيام وأن وجوده في العملية الانتخابية يضر أكثر مما يفيد هكذا كان رأيي في حمدين صباحي دائما.

ولكن قراره الأخير باستكمال المنافسة في الانتخابات الرئاسية بعد التهديد بالانسحاب اعتراضا على قرار اللجنة العليا للانتخابات مد التصويت ليوم ثالث جعلنى أغير رأيي تماما في هذا الرجل وأعيد قراءة مواقفه وتصرفاته وتمنيت أن يكون لى صوت آخر في الانتخابات الرئاسية لأمنحه له فقد فوت صباحى الفرصة على المتربصين بالانتخابات الرئاسية في الداخل والخارج والذين يروجون في كل مكان أنها تمثيلية وأن النتائج محسومة لصالح المشير عبد الفتاح السيسي، ففى حالة انسحاب صباحى من السباق الرئاسي لتغيرت الصورة التي تحاول مصر أن ترسمها عن نفسها للمجتمع الدولى وأن كل ما حدث ويحدث هو إرادة المصريين.

وقتها كان سيتضاعف الإنفاق على تشويه صورة مصر والجميع يعلم أن خزائن قطر وتركيا وإيران والكثير من الدول مفتوحة لتأكيد هذا المعنى، لقد أثبت حمدين صباحى أنه رجل دولة، وأنه اختار مصلحة مصر وصورتها في الخارج على مصلحته الشخصية، لقد حاول عدد كبير من أعضاء حملته الانتخابية دفعه للانسحاب من السباق الرئاسي وإجباره على استغلال خطأ اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لصالحه، وعقد مؤتمر صحفى والحديث عن عدم نزاهة الانتخابات الرئاسية أمام العالم وأن الدولة تنحاز للمرشح الآخر، وكان الفرح سيتحول إلى مأتم كبير ولكنه رفض برجولة أن يسير في هذا الطريق، وأثبت أنه رجل دولة وليس مرشحا رئاسيا بدون "صنعة" كما حاول البعض أن يروج له.

هذا الرجل يستحق الشكر مرتين الأولى على شجاعته وقدرته على الوقوف أما مرشح قوى بإمكانيات محدودة سواء من الناحية المادية أو البشرية، وثانيا لأنه فوت الفرصة على المتربصين، ورفض الانسحاب وأصر على استكمال السباق حفاظا على سمعة مصر، فشكرا لهذا الرجل الرئيس حمدين صباحى.

الجريدة الرسمية