رئيس التحرير
عصام كامل

مصر "المسكينة الحائرة" بين المتآمرين والأغبياء!


قد يسأل أحدهم: هل مد الانتخابات يوما إضافيا يخالف القانون؟ ستكون الإجابة الحتمية هي: فرق بين أن يكون أمر ما قانونيا وبين أن يكون ملائما..والحكم في النهاية للقانون أما الملاءمة فتخضع لاعتبارات مختلفة ولن يتفق الناس على شىء..ما يراه البعض ملائما يراه غيرهم خلاف ذلك وهذه هي الحكمة من الاحتكام لقيمة ثابتة هي القانون..

وسيسأل نفس السائل: وماذا يقول القانون؟ يقول القانون في المادة 27 من قانون الانتخابات أنه "يجري الاقتراع في يوم واحد أو أكثر"..وهو عينه ما جري مع المصريين في الخارج وجرت انتخاباتهم على أربعة أيام وتم مدها لليوم الخامس!

وسيسأل: إذن لماذا هذه الضجة الكبري التي تجري بسبب اليوم الإضافي ؟ وستكون الإجابة: لأنه ومبكرا جدا هناك شياطين تنفخ في النار..وخلف الشياطين من يحركهم من الخارج..يدفعون ونقولها للمرة الأولى..يدفوعون لهم رسميا..ربطوهم بمصالح مباشرة..مراكز ومؤسسات هي مشبوهة في كل الأحوال..وجندوهم رسميا أيضا على الفيس بوك وغيره..هدفهم الوحيد إبقاء مصر في حالة ارتباك دائم..لا تتقدم وإنما قد تتأخر..

يكرهون الجيش ويهدفون لتفكيكه..ويزعجهم التفاف المصريين من جديد خلف أي رمز جاء من هناك..من الجيش..هذا التماسك العجيب بين الشعب والجيش يقف حجر عثرة في خطة تقسيم مصر..وتقسيم مصر الخطوة المهمة لدولة "من النيل للفرات"..لذا..فمبكرا جدا..اشتغلت ماكينة الشائعات والفبركات والأكاذيب على أقصى طاقتها.. يكفي جدا غرفة عمليات من عشرة أفراد..كل منهم يتبعه عشرة..وكل واحد من العشرة يتبعه عشرة..ليتم النزول هبوطا إلى مجموعات صغيرة كل واحد منها يمتلك على الفيس بوك خمسين حسابا بأسماء مستعارة..لا بيانات حقيقية لها وتحمل صورا مستعارة..

هؤلاء يديرون ويسيطرون على الرأي العام..فأي شائعة تبدو أن لها رصيدا عند الناس..وأي خبر كاذب يبدو أنه منتشر للغاية..ويستمر ذلك حتى ينتشر بالفعل!

وسيسأل: ولكن حمدين رجل وطني ؟ وستكون الإجابة: لا شك في ذلك..وليس هو ولا رجاله من يفعل ذلك..إنما من يقولون من بعيد إنهم يدعمونه..ومن اعتقد بعض من رجاله أنهم معهم لمجرد أنهم ضد السيسي!

ولذلك هم الآن من ينفخون في نار الانسحاب..وهم يدركون تماما أنه باب لسحب الاعتراف بالانتخابات..وبعدها سحب الاعتراف بما جري كله من يونيو وحتى الآن..وهنا..يدخل الإخوان على الخط..ليلتقون بظهيرهم المدني..من هذه الشياطين..وكلهم يلتقون عند جهة واحدة وممول وموجه واحد هناك..ربما في واشنطن وربما في تل أبيب أو فيهما معا..ولذلك أغلب الظن أن حمدين ومن معه لن يقعون في هذا الفخ أبدا.. فمصر عند أغلبهم أهم من الانتخابات!

أما نحن فعلينا أن نسأل: كيف وقع المصريون في وهم ضعف التصويت؟ كيف فاتهم أن هناك ما يقرب من 1000 لجنة إضافية ستؤثر حتما على شكل الزحام والحشود؟ كيف فاتهم أن نتائج أي انتخابات أو استفتاءات تتراوح بين 20 و42 % تجاوزت ذلك بالكاد في إعادة الرئاسية السابقة؟ كيف فاتهم أن المبالغة في الحشد الأسطوري صدمهم لكن دون أن يعني ذلك أن الحشد الأصلي ضعيف؟ كيف فاتهم أن أخطاء الحملتين ستؤثر حتما في الناس؟ كيف فاتهم أن معركة بين مرشحين حتما سيقل التصويت فيها عن معركة من ثلاثة عشر مرشحا؟ كيف فاتهم أن استفتاء في مارس تختلف عن انتخابات في آخر مايو؟ كيف فاتهم أن التصويت الكبير قيمة لحراك 30 يونيو وكلا المرشحين ينتمي له؟ بل كيف فاتهم أن تصويتا بالإكراه وتحت كرباج الغرامة كيف يمكن أن يكون في مصلحة السيسي ؟! وعشرات الأسئلة..أن أردت الإجابة عنها..ستجدها..لكن هناك..بين المتآمرين والأغبياء!!
الجريدة الرسمية