رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: أرض النيل تنتخب الرئيس.. مصر والعالم العربي في حاجة إلى فجر جديد أكثر حرية.. تجمهر المصريين حول "السيسي" يؤكد شعبية 30 يونيو.. كبار السن وصورة الزعيم "عبدالناصر" على رأس الحضور

جانب من الأنتخابات
جانب من الأنتخابات الرئاسية

احتل الشأن المصري العديد من الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الإثنين، ورصدت الصحف العالمية الانتخابات الرئاسية التي تشهدها مصر اليوم وغدًا.


اهتمت صحيفة الإندبندنت البريطانية بالانتخابات الرئاسية التي تشهدها مصر اليوم الإثنين, وخصصت الصحيفة مقالها الافتتاحي عن العملية الانتخابية التي يخوضها المشير عبد الفتاح السيسي والسياسي اليساري حمدين صباحي.

وقالت الصحيفة إن المصريين يرحبون بعودة الاستقرار تحت قيادة القائد العسكري عبد الفتاح السيسي ولكن نظامه لن يكون إلا وسيلة لسد ثغرة، بعد ارتفاع صوت الاحتجاجات.

وزعمت الصحيفة أن انتخابات اليوم ليست حقيقية لخوض العملية الانتحابية بمرشحين اثنين فقط، ولا يتنافس مع السيسي إلا مرشح واحد، هو يساري مدجن سمح له بالمشاركة في الانتخابات من أجل إجراءات التنافس التي ينص عليها الدستور.

وأضافت الصحيفة أنه لا يوجد مرشح عن الإسلاميين الذين فازوا بالانتخابات التي أعقبت سقوط الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، عام 2011، لأن مصر صنفت جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.

وأشارت الصحيفة إلى ترحيب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية بفجر جديد في مصر عندما سقط مبارك عام 2011، ولكن هذه الدول وأغلب دول الخليج رحبوا بقدوم زعيم عسكري مرة أخرى لمصر ,لأن هذه الدول احترقت بنار الربيع العربي، ولا تأسف على التخلي عن التجربة الديمقراطية في العالم العربي، فالربيع العربي مات ودفن ,ليس فقط في مصر، وإنما في بقية المنطقة نظرا لتأثير مصر عليها.

وتري الصحيفة أنه مع وصول نظام السيسي للحكم في مصر سيكون ذلك مريحا لعائلة الأسد، وستنضم سلسلة من الأنظمة العلمانية المتوافقة مع السلطوية شبه العسكرية ,وسيشكل وصوله محورا يضم دمشق والقاهرة والجزائر، وزعمت الصحيفة أنها أنظمة استبدادية شبه عسكرية، تبرر وجودها بحماية البلاد من الإسلاميين والفوضى الاجتماعية.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن المصريين كبار السن يؤيدون السيسي ويشبهونه بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر, ولكن جميع المظاهر تؤكد عودة الأنظمة القديمة التي يقودها القادة العسكريون، فمصر وبقية العالم العربي بحاجة لحكومات أكثر حرية وليس أقل من ذلك.


وقالت صحيفة "جيوش برس" الإسرائيلية إن كثيرا من المصريين يذهبون اليوم للتصويت في الانتخابات الرئاسية ,معتبرين فوز المشير السيسي بمنصب الرئيس أمرا مفروغا منه ,على عكس الحقيقة.

وأكدت الصحيفة أن الأهم هو تعداد المصريين الذي سيشاركون في التصويت وليس من سينتخبون، مشيرة إلى عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة لحكمه وحكم جماعة الإخوان المسلمين.

ورأت الصحيفة أن الانتخابات الحالية تثير تساؤلًا حول ما إذا كانت مصر ستتحول جميعها لدعم المشير السيسي ,واصفة إياه بالقائد العسكري الذي تولى الزمام لمساعدة المصريين في عزل مرسي وحاول استعادة النظام في مصر, بالإضافة لمكافحته للإرهاب المستوطن داخل شبه جزيرة سيناء.



وقالت وكالة الأسوشيتدبرس الإخبارية إن التفاف المصريين حول المشير عبد الفتاح السيسي يؤكد أن قرار عزل الرئيس محمد مرسي في يونيو 2013 كان بإرادة شعبية.

ورأت الوكالة أن هذا الدعم يؤكد للعالم شعبية ثورة الثلاثين من يونيو، مشيدة بإقبال المصريين على اختيار رئيس جديد وسط إجراءات أمنية مشددة يشارك فيها عشرات الآلاف من رجال الجيش والشرطة، مشيرة لتعداد الناخبين المصريين والذين يصلون إلى 53 مليون ناخب.

وأكدت الأسوشيتدبرس أن النسب المئوية للأصوات ربما تشير إلى فوز السيسي بأغلبية ساحقة، ولكن في ذات الوقت حال وجود إقبال ضعيف فإن ذلك يعني تراجع شعبيته داخل الدولة المصرية.



قالت وكالة رويترز الإخبارية، إن المواطنين الليبيين يثقون بالمشير عبد الفتاح السيسي ,كما أن بعضهم يراه الرجل الوحيد الذي يمكنه إنقاذ بلادهم من الانهيار.

وأشارت رويترز إلى أن المواطن الليبي محمد على ,الذي يضع صورة السيسي على بطاقة عمله, لأنه يري أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه إنقاذ بلاده، مشيرة إلى استعداد ليبيا لإجراء الانتخابات الشهر المقبل ولكن كثيرا من الأحزاب الليبية مصابة بالشلل نتيجة الصراع السياسي والحرب الأهلية المتصاعدة داخل البلاد.

وأكد المواطن الليبي محمد على، والذي يضع صورة السيسي أيضا على هاتفه المحمول أن المشير هو رجل قومي متميز ,مسلم وعربي, استطاع استعادة الاستقرار ومكافحة الإرهاب، مؤكدا أن السياسيين الليبيين لا يفكرون إلا في مصلحتهم الشخصية ,مضيفا: "نتمني أن نمتلك شخصا مثل السيسي".

وأوضحت رويترز أن الإعجاب بالسيسي أصبح نقطة تمركز أحاديث الليبيين في جميع أنحاء البلاد ووسائل الإعلام، كما أن بعض المواطنين قاموا بتأليف قصيدة للسيسي يتداولونها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماما بالغا بعملية التصويت على الانتخابات التي بدأت اليوم الإثنين، وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية إن مصر تنتخب الرئيس الذي هو متوقع أن يكون المشير " عبد الفتاح السيسي".

وقالت القناة السابعة الإسرائيلية إن ما يقرب من 50 مليون مصرى سيأتون إلى صناديق الإقتراع لانتخاب الرئيس بعد عام من عزل "مرسي"، موضحة أن معظم الإستطلاعات تشير إلى فوز ساحق للسيسي.

فيما أعد "روى كياس" محلل الشئون العربية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تقريرًا مطولا عن الإنتخابات, وقال إن أرض النيل تنتخب، متوقعًا أن يصوت للمشير 54 مليون ناخب.

وزعم المحلل الإسرائيلى أنه على الرغم من ذلك فإنه من خلال الحديث مع عدد من الصحفيين والشباب نجدهم فاقدى الأمل، حيث يرون أن روح انتخابات 2012م، غير موجودة في الانتخابات الحالية، فالشوارع هادئة، والأمل في التغيير الحقيقى مات، وليس لديهم النية في التصويت.

أما موقع "همكور" الإسرائيلى فذكر أن السيسي يواجه مهمة صعبة لحكم مصر وسط انقسامات عميقة، موضحًا أنه في ميدان مزدحم بالقاهرة تصور لافتة المرشح الأوفر حظا لانتخابات الرئاسة المصرية عبد الفتاح السيسي, وهو ما يعبر عن رؤية أنصاره الذين يعتبرونه منقذ مصر.
الجريدة الرسمية