رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا أنتخب السيسي؟


كتبت هنا على البوابة الإلكترونية لجريدة فيتو، 53 مقالًا بعنوان واحد هو "مصر بين دولة السيسي ودولة الجماعة" ما بين 8 مارس 2013 و23 يونيو 2013، تنبأت فيها بثورة 30 يونيو – 3 يوليو 2013، والحمد لله أنها قد حدثت بيدي السيسي، مُمثلًا عن المؤسسة العسكرية داعمًا للشعب المصري في إرادته، وبالقانون، في الخلاص من الإرهابيين من على رأس حُكم البلاد، لأن الشعب مصدر السلطات وبه يتجسد القانون.

فلقد كان المشهد واضحًا وضوح الشمس، لكل من تابع السياسة المصرية وقرأ تاريخ مصر، قبل حلول "نكسة 25 يناير" على مصر، وكيف أن تاريخ الإخوان يُنبئ بشر ووبال على مصر، منذ نشأتهم في 1928 بأيادي المُستعمر، من أجل لحظة مثل تلك التي حلت على مصر في يناير وفبراير 2011، وبالذات في 28 يناير 2011. لم أؤيد "نكسة 25 يناير" ولو للحظة، لأنها عدوان صريح على مصر، ولم تكن تنوي أن تأخذ مصر لأي أفضل، ويكفي أن كل شخوصها المُحركين، وليس أغلبهم، قد سقطوا في بئر الخيانة من قبل انطلاقها، وليس بعده، كما ظهر من وحي تسجيلات أوضحت ذلك. ونستكمل النضال اليوم لإسقاط تلك النكسة على مصر!!

ومن الطبيعي للغاية، أن أنحاز اليوم للوطني الإيمان، فأنتخب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر، ولا أنتخب من تحالف طيلة حياته مع الإخوان الإرهابيين، بل يُكرر ما ساقوه من برنامج، يعد فيه المصريين، ببحور من اللبن والعسل، مثلما وعد مرسي الجاسوس الإرهابي، وأخلف. ومثلما وعد الإخوان بمشروع نهضتهم الذي كتب عنوانه، إبليسهم "حسن البنا"، الذي أكد انعدام إيمانهم بالوطن في أدبيات الإرهابية، ثم وبعد انتخاب مرسي منتهك القانون، إذ بشاطرهم يقول إنه لا يوجد مشروع للنهضة أصلًا!!

لا يمكنني أن أنتخب حمدين صباحي الذي دافع عن حركة حماس الإرهابية، بوحي أنه يُدافع عن القضية الفلسطينية، بعد أن قتل رجال يعملون تحت راية حماس تلك، جنود مصر في رفح، بينما كانوا يفطرون في رمضان 2012، ليسهلوا على الإخوان إقالة المشير طنطاوي والفريق عنان. لكن، ألم يأت هذا بالمشير السيسي وزيرًا للدفاع ليكون العون للمصريين، ضد رغبة الأمريكان وحماس وإسرائيل وكل من دافع عن أي منهم يومًا ما؟!

لا يمكنني أن أنتخب من دافع عن الإخوان يومًا وتحالف معهم طيلة حياته، ودافع عن الدكتاتور أينما وجد في العالم العربي، ثم بجرة قلم، يقول إنه لا يمت للإخوان بصلة الآن، بل أنكر أنه أيد الدكتاتور أينما كان وأنه مُناضل من أجل الديمقراطية، بينما تكذب كلماتهُ، لقطات تُظهره يفعل كل ذلك.

لا يُمكنني أن أختار من يريد لمصر علاقات طبيعية مع إيران، على حساب أمن الخليج العربي، وهو عُمق إستراتيجي لمصر. إنها محاولة لتغيير السياسة الخارجية المصرية، عن بوصلتها المُعتدلة، لصالح المشروع الاستعماري للجماعة الإرهابية، في استهداف الخليج العربي، وقد أكد ذلك التقارب الأمريكي الإيراني، مُتماشيًا مع رغبة مؤامرة 25 يناير، التي يُمثلها حمدين الآن، في استهداف مصر.

لا يُمكنني أن أنتخب "مُتمصرًا"، ليُصبح رئيسًا لمصر، بينما المصري أمامي، يُمثل ثقافة الاعتدال المصري، عبر الزمن. تتجسد فيه الأخلاق المُفتقدة منذ زمن، بعد هجوم ثقافة نكسة يناير المُنعدمة الخُلق والآداب!!
فنعم: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا، فكيف نريد لمصر أي أفضل، دون صدق في الرؤى واعتدال في الحديث وحسم في المواقف، بهويةٍ مصريةٍ وليست مستوردة؟!

طبيعي للغاية أن أنتخب المشير عبد الفتاح السيسي، رئيسًا لمصر، حيث لا أرى مُرشحًا مصريًا صميمًا حُرًا سواه اليوم لرئاسة بلادي!!
وتحيا مصر
الجريدة الرسمية