رئيس التحرير
عصام كامل

المشروعات الوردية


لا يستطيع أحد أن ينكر وطنية المرشح الرئاسى حمدين صباحى، حتى لو اقتصر في ذلك على شعارات حماسية موجهة إلى الفئات المهمشة في المجتمع، فمواقفه الوطنية بدأت منذ أن كان طالبا في جامعة القاهرة واستطاع أن يجمع حوله نسبة كبيرة من الطلاب الذين صعدوا به إلى رئاسة الاتحاد الطلابى.

وقد واجه يومها الرئيس أنور السادات بصورة تتجاوز التقاليد المتبعة عن الحديث مع رئيس الجمهورية ولكنها كانت مما يثير إعجاب المتحمسين من الطلاب.. ويستند حمدين صباحى إلى هذه الواقعة باعتبارها مظهرًا من مظاهر البطولة التي أسفرت عن اعتقاله بعد ذلك.
ونجح حمدين صباحى من خلال شعاراته وعباراته الحماسية في الفوز بعضوية مجلس الشعب، فلم تكن له مواقف حاسمة في مجال التشريع والرقابة بقدر ما كانت له مواقف حماسية يردد فيها شعارات ناصرية ويستميل بها العناصر المهمشة ومن يطلق عليهم الفقراء والمعدمين.. وكما برز في ترديد الشعارات واستمالة الفقراء عجز عن تولى الأعمال الإدارية التي تكسب خبرات عملية باستثناء رئاسة حزب وجريدة الكرامة.

وقد انحصر برنامجه الرئاسى في هذا الإطار، ووعود براقة تبشر الفقراء والمعدمين، ومنهم الصيادون، بحياة كريمة ومعاشات مناسبة، وفات عليه أن يوضح مصادر تمويل هذه المشروعات الوردية.

ولا نستطيع أن ننكر أن حمدين نجح في ضم أعداد كبيرة من الشباب الذين تستميلهم الشعارات الحماسية كما نجح في ضم أصحاب الميول الناصرية إلى مؤيديه، بالإضافة إلى نسبة من اليساريين المتعاطفين مع الناصرية.

ويخلو برنامجه الرئاسى من العناصر الإدارية التي يجب توافرها في رئيس الجمهورية كما يخلو البرنامج من سرد خبراته الإدارية السابقة باستثناء ترديد الشعارات داخل مجلس الشعب ومن قبله اتحادات الطلاب، وهو ما يعتمد عليه الآن في حملته الدعائية.
الجريدة الرسمية