رئيس التحرير
عصام كامل

أمن قومي !! ساعدوني يا ناس!!


أثناء تجول الطفل الصغير المتأثر بأفلام الكرتون في إحدى الحدائق رأى طفلا في سنه يلعب بلعبة ليس لديه مثلها فأخذ يبكي ويصرخ: ساعدوني يا ناس!! كلام كبير لا يتلاءم مع الواقع أو الواقعة!!

في عالم (الكبار) الصغار، يردد البعض كلاما كبيرا مشابها يقول إن (التشيع يشكل تهديدا للأمن القومي المصري) وساعدوني يا ناس!!

الناس الذين نعرفهم فيهم السنة والشيعة!!، والذي يطلب من الناس المساعدة لا يحق له شتمهم ولا تكفيرهم أو وصفهم بما لا يليق!!
وحتى لو كان لا يطلب مساعدة فالإيمان حسن الخلق!!

الذي لا يعرف شيئًا عما يجري حوله سينسى أن إسرائيل (جارتنا العزيزة) شنت علينا عدة حروب منذ عام 1948 حتى عام 2012 وأنها لا تزال تحتل أجزاءً واسعة من بلدان عربية يقطن بها عرب ومسلمون، وأنها تهدد المنطقة بسلاحها النووي!!

الذي لا يدري ما حوله ربما لا يعي ولا يدرك ما يجري في عقر داره من حروب تشنها تنظيمات الإرهاب ذات الأيديولوجية الوهابية قتل فيها عشرات الآلاف من المسلمين الأبرياء في مصر وسوريا والعراق والجزائر وغيرها، وأن التنظيمات المتمركزة في ليبيا تعمل بنشاط على تصدير الإرهاب والسلاح إلى مصر مما يعني أن الزج بالشيعة ضمن هذه التهديدات التي تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم يدخل في إطار الهذيانات لا أكثر ولا أقل.

الزعم بأن الشيعة يشكلون تهديدًا للأمن القومي المصري، فضلا عن كونه قمة الجهل فهو أيضًا قمة الغباء السياسي لأن من يهدد الأمن المصري هو ذاته من يهدد أمن العراق وسوريا وإيران ولبنان. ما هو الفارق بينكم وبين مرسي وجماعة الإخوان؟ لا فارق...
في أي خانة يمكننا أن ندرج حفلات السب والشتم التي يديرها بعض نجوم الإعلام المصري ضد الشيعة دون مناسبة.. وآخرها الحفلة التي أقيمت بمناسبة (الأذان الشيعي)؟!

هل يصب هذا في خانة التقارب بين الشعوب المسلمة؟!، ولماذا يفترض بعض المتخمين المرفهين أن من حقهم إهانة الدنيا بأسرها دون رد كما هي عادتهم، في نفس الوقت الذي نطالب فيه هذا العالم بالوقوف معنا من أجل تجاوز محنتنا التي صنعناها بأيدينا، والتي أنتجها العصر الأسود لمبارك، بمشاركة ذات الإعلام، نتيجة إصراره على المشاركة في كل الحروب التي شنت على هذه الشعوب؟!

متى يدرك المصريون أنهم ليسوا أفضل ولا أعلى شأنا، ولا مرتبة من غيرهم وأنه لا يحق لهم شن حملات التطاول وتكفير خلق الله 
عمال على بطال (يا متعلمين يا بتوع الدولة المدنية التكفيرية)!
الجريدة الرسمية