الطريق من هنا !
لن ينصلح حال مصر إلا بعكس الطريق الذي أوقعها فيما هي فيه.. لن ينصلح حال مصر إلا بعكس الطريق الذي دفع المصريين للثورة.. وباختصار: لن ينصلح حال مصر بالطريق الذي أوقعها في شباك الديون والتبعية لأمريكا.. لن ينصلح حال مصر بالطريق الذي دفع الملايين من المصريين دفعا إلى التعطل والتحول إلى طاقات سلبيه تنحرف إلى التطرف حينا وإلي الإدمان حينا آخر وإلى الجريمة أحيانا ثالثة وإلي مخزون مجتمعي سلبي في أغلب الأحيان..
لن ينصلح حال مصر بالطريق الذي أجبر الملايين بتسول العلاج على مكاتب البيروقراطية المصرية العريقة في الروتين بعد أن نهشت الأمراض أجسادهم الواهنة وتسللت إليها في ضعفها أمراض غريبة نهشتها وقدمتها للموت أحيانا وللعجز غالبا..
لن ينصلح حال مصر وتعليم أبنائها مشوه ومشوش يتدخل فيه الأجنبي قبل أبناء الوطن ويتحكم فيه قوي ضغط تقف على رأس حكوماتنا تمسك بالعصا كما تمسك بالجزرة.
لن ينصلح حال مصر وهي تقدم ثروة شعبها وما أنتجته أيدى أبنائه إلى مائدة اللئام وبيعها بأبخس الأثمان وهي نتاج نضاله ومعاركه الشريفة عبر تاريخه القريب والبعيد.
لن ينصلح حال مصر ومصر العظيمة تستطلع رأي أمريكا والغرب فيما يخص شئونها الداخلية وقرارها الوطني وسيادتها على ترابها.. ولنا في كلام الجنزوري عن رفض مبارك تعمير سيناء خوفا من إغضاب أمريكا وهو من فعلها سابقا في استزراع السودان وفعلها سابقا أيضا في التوقيع على معاهدة حظر النووي ومثلها في حظر الكيماوي..
لن ينصلح حال مصر بالطريق الذي أبعدها عن أشقائها وقرب منها أعداءها وباعد بينها وبين مصالحها وأمنها القومي في محيطها الأفريقي.. وخصوصا في محيطها الأفريقي.
باختصار: الدولة ودورها في الداخل والخارج هو أساس كل شيء..وما يصلح في بلاد أخرى لا يصلح عندنا.. مصر بلد مستهدف.. وشباك أعدائه منصوبة لإيقاعها دائما في العجز وفي الديون.. وقد وقعت بالفعل.. ولا ينبغي أن يلدغ بلدنا العظيم مرتين!