رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لم نصبر على مرسي؟


لماذا لم يصبر الشعب على «محمد مرسي»؟ ولماذا نطالب بالصبر على «السيسي»؟ الأول ارتكب حماقة لن يرتكبها الثاني.. الأول ظن نفس ظنون قارون، وبعد نجاحه أكل وعوده وتناسى أن الشعب انتخبه؛ لأنه قال: "سأكون رئيسا لكل المصريين" وتحول إلى دمية في يد الجماعة، بينما الثاني أدرك الدرس واستوعبه جيدا.


الأول أصبح رئيسا لجماعته فلم يظهر في تجمع جماهيري إلا وكان انتقائيا.. في استاد القاهرة ظهر بين أتباعه ومريديه واستبعد ناخبيه.. ظن أنه في مأمن من غضب الشعب.. استقوى بالإخوان وعندما هبت الجماهير اختفوا من حوله وتركوه يواجه مصيره، وعندما أرادوا مساندته ساندوه بالمولوتوف والبنادق والتفجيرات.. سقط الأول فكان درسا للثاني.

الأول كان أمامه خياران: النجاح والفشل أما الثاني فليس لديه إلا خيار وحيد.. النجاح ولا شيء سواه.. الأول جاء منتسبا إلى جماعة منغلقة على ذاتها.. ترى نفسها فوق الجميع، والثاني جاء من مدرسة وطنية ترى نفسها في خدمة الجميع.. الأول قسم المجتمع إلى فئات؛ مسلمين وكفرة وذميين، والثاني ينتمي إلى مدرسة تستوعب وتحتوي كل أطياف المجتمع.. الأول جاء بحكم الكهنوت، والثاني جاء ومعه تصورات أكثر شمولا واستيعابا للتنوع في المجتمع المصري.

والأول انتصر لصاحبته ولم يستمع لغيرها وأقصى كل التيارات، بينما أنصت الثاني لكل التيارات ولم يستبعد منها أحدا.. الأول جاء مختطفا الوطن من جذوره فعادى العرب وصادق العجم وسلم مفاتيح حكمه للأمريكان والصهاينة من أول يوم طمعا في دعمهم، في حين الثاني جاء برغبة شعبية وإرادة جماهيرية معاديا أو ندّا للأمريكان وأتباعهم.

من أجل كل ما سبق نتصور أن الصبر واحدة من أدوات المرحلة القادمة مع التأكيد على الفارق بين الصبر والإهمال، فالصبر يعني العمل على سيادة حسن النوايا، وحسن الظن مع المتابعة الدقيقة لكل تحركات الرئيس القادم سواء كان المشير أو حمدين.

الجريدة الرسمية